تغطيات – متابعات:
سلطت شبكة CNN الأميركية الضوءَ على التواجد السعودي على الخريطة السياحية العالمية خلال الآونة الأخيرة، خاصة في ظل المساعي الواضحة للاستفادة من التراث التاريخي والأثري الضخم الذي تمتلكه السعودية بشكل رئيسي.
وأوضحت الشبكة الأميركية أن العمل في منطقة العلا التاريخية، والتي تغطي مساحة تصل إلى 22.5 ألف كيلومتر مربع شمال غرب المملكة، يهدف لاكتشاف الكنوز التاريخية للبلاد، حيث تعد مدينة العلا كنزاً أثرياً تاريخياً بمساحة تصل إلى حجم ولاية نيو جيرسي، وهو ما يعني أن المملكة ستكون وجهة السياحة العالمية التاريخية خلال المستقبل القريب.
ووصفت الشبكة الأميركية المشهد الخاص بالعمل في العلا، والذي بدأ في مارس الماضي، حيث التقت دايفيد كندي، وهو أحد أعضاء الفريق الدولي الذي يجري مسحًا أثريًا للمنطقة، والذي أكد أن هناك عملاً في الوقت الحالي على اكتشاف المواقع الأثرية الأخرى في السعودية.
وأكد عضو آخر في فريق العمل الدولي، أن المملكة ليست معروفة للتاريخ القديم على عكس بعض الحضارات الأخرى مثل مصر والأردن، وهو ما يعني أن هناك المزيد من الفرص لاكتشاف آلاف المواقع الأثرية، مشيرًا إلى أنه تم تحديد بعضها بشكل فعلي خلال الفترة الماضية.
ووجد الباحثون أدلة على أن الإنسان الذي عاش في هذه المنطقة قد عاش فترة أطول مما كان يُعتقد في السابق، كما تم العثور على هياكل غريبة وغير مألوفة، مما يشير إلى أننا نقف أمام حضارة تاريخية وأثرية مكتملة المعالم بانتظار من يبحث عنها ويكشفها للعالم.
وتمتلك مدينة العلا العديد من المعالم الأثرية مثل المعسكرات الرومانية ونقوش صخرية ومواقع تراث إسلامي وبقايا سكة حديد الحجاز العثمانية التي تعود إلى أوائل القرن العشرين والتي تمتد من دمشق إلى المدينة.
وقال عمرو المدني، الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية للعلا، للصحفيين في باريس خلال زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الأخيرة لفرنسا: “العلا تقف كقماش في الهواء الطلق، والأمر متروك لنا لرسم شيء باستخدام التميز الفرنسي”.
وشهدت زيارة ولي العهد لفرنسا خلال الفترة الماضية العديد من الاتفاقات التي أسست لتطوير كبير في النواحي الثقافية بالمملكة، وعلى رأسها تطوير منطقة العلا الأثرية وتحويلها إلى متحف مفتوح، بالإضافة إلى إقامة دار للأوبرا وفرقة موسيقية في جدة.