تغطيات – واس :
قال وزير الخارجية عادل الجبير إن الذين يتهمون المملكة بدعم العنف والتطرف والإرهاب فشلوا في إدراك دور المملكة القيادي في مكافحة الإرهاب والتطرف في جميع أنحاء العالم كما غاب عن ذهنهم أنه من غير المنطقي وغير العقلاني أن لا تتبوأ المملكة صدارة الدول الُمكافِحة لآفة الإرهاب.
وأضاف في مقال نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية أن المملكة كانت هدفا للإرهاب من عدة جهات كلٌ منها لديه دوافعه الخاصة والتي سعت إلى زعزعة استقرار البلاد وترويع الشعب السعودي لذلك فإن أولوياتنا ومصلحتنا الوطنية تقتضي هزيمة الإرهاب سواء جاء عبر جهات كتنظيم القاعدة أو داعش أو كان إرهابا ترعاه دولة إيران ووكلاؤها. الأمر الذي شكل لدى المملكة دافعا أمنيا مثلها مثل أي بلد آخر للعمل نحو وقف التجنيد والتمويل والفكر المتطرف الذي يغذي العنف والإرهاب.
وأشار إلى أن البعض يحاول أن يسيء إلى المملكة بالإشارة إلى أن “15 من أصل 19” من منفذي هجمات 11 من سبتمبر سعوديو الجنسية. ولابد لهم أن يدركوا أن العقل المدبر خالد الشيخ محمد قد اعترف للمحققين الأمريكيين أن الخطة المبدئية كانت تحوي 20 منفذاً للهجمات من جنسيات مختلفة إلا أنه في مرحلة التخطيط قام أسامة بن لادن بتوجيهه باستبدال الفريق بأكبر عدد ممكن من السعوديين لإعطاء الهجمة “وجها سعوديا”. والذي كان يهدف على الأرجح إلى الإيقاع بين المملكة وأمريكا وقد كادت خطة أسامة بن لادن أن تنجح كما لاحظنا من خلال موجة الانتقادات التي شهدتها المملكة في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر.
وأوضح أنه في عام 2003 تم استهداف العاصمة السعودية بتفجيرات انتحارية لـ 3 مجمعات سكنية وقد تسببت هذه التفجيرات بمقتل أكثر من 30 شخصا من بينهم سعوديون ولبنانيون وأمريكيون وبريطانيون وأستراليون. تلتها هجمات أخرى بهدف زعزعة استقرار المملكة وهز ثقة المقيمين لدفعهم للمغادرة إلا أنها باءت بالفشل. وأشار إلى أن فارس الزهراني أحد قادة القاعدة والذي أقيم عليه الحدّ مؤخرا إلى جانب آخرين متهمين بتورطهم بالإرهاب قام في العام 2004 بتدبير هجوم على القنصلية الأمريكية في جدة، الذي أسفر عن مقتل 4 حراس أمن و 5 موظفين.
وقال إن سفاحي داعش أعلنوا أن أحد أهم أهدافها هو الاستيلاء على السعودية تلى ذلك قيامهم خلال العام 2015 بشن هجوم على 4 مساجد في الدمام والقطيف وأبها ونجران مما تسبب بمقتل 38 وإصابة 148. وفي أغسطس من العام نفسه اعتقلت السلطات السعودية 421 من المشتبه بانتمائهم إلى أربعة خلايا إرهابية مختلفة متورطة في هذه الجرائم كما تم القبض على 15 آخرين من المشتبه بهم أثناء التخطيط لعملية انتحارية ضد السفارة الأمريكية في الرياض وذلك باستخدام شاحنة محملة بالمتفجرات. وقد تم إلقاء القبض على منفذي هجمات داعش في المملكة وهم يحاولون تهريب إرهابيين من السجن وتجنيد الشباب إضافة إلى نشر الحملات الدعائية لداعش.
وأكد الوزير الجبير أن إيران استخدمت الإرهاب كأداة في سياستها الخارجية منذ قيام الثورة عام 1979. واستهدفت المملكة طوال هذه السنين من قبل الإرهاب الذي يرتكبه وكلاء إيران. وأشار في هذا الصدد إلى أنه في العام 1987 قام حزب الله الحجاز المدعوم من إيران بتنفيذ عملية تفجير في منشأة نفطية في رأس تنورة في شرق السعودية. وفي العام نفسه أحبطت السلطات السعودية محاولة لحجاج إيرانيين لتهريب المتفجرات إلى المملكة.
كما قام حزب الله الحجاز في العام 1988 بالهجوم على منشأة بتروكيماويات في الجبيل ويعد التفجير الذي شهدته الخبر في العام 1996 من أبشع الأعمال الإرهابية التي تورطت بها إيران والتي أسفرت عن مقتل 120 شخصا من بينهم 19 أمريكيا. وأكد أنه في مواجهة هذه الاعتداءات الإرهابية المتنوعة والخطيرة لم تدخر المملكة الجهد أو الموارد المطلوبة لمكافحة الإرهاب انطلاقا من حرصها على اجتثاث الإرهاب من جذوره وتجفيف منابعه. وقامت لذلك بإلقاء القبض على الإرهابيين على أراضيها ومحاكمتهم من خلال المحاكم المختصة وفرضت أقسى العقوبات على من تم إثبات تورطهم. كما قامت المملكة بتطبيق أحد أكثر أنظمة الرقابة المالية صرامة في العالم لقطع التمويل عن الإرهاب.
وحظرت جمع التبرعات في المساجد والأماكن العامة كما حظرت على الجمعيات الخيرية السعودية تحويل الأموال إلى خارج البلاد لضمان عدم وصول الأموال إلى أيدي المتطرفين. وفي سياق مواجهة الفكر المتطرف وتوعية الرأي العام من مخاطره أشار إلى أن المملكة أطلقت حملة توعوية وطنية عامة لمكافحة التطرف في العام 2005 ولا تزال قائمة حتى الآن. وعلى الصعيد الدولي أطلقت السعودية مبادرتها للحوار بين أتباع الديانات والثقافات لتعزيز الوئام فيما بينها وأسفر عن إنشاء مركز عالمي للحوار في فيينا لمواصلة هذا الجهد.
وبالإضافة إلى هذه الإجراءات أكد الوزير الجبير أن السعودية عملت جنبا إلى جنب مع الدول الأخرى لمكافحة الإرهاب على الصعيدين الدبلوماسي والعسكري على حد سواء. وأسهمت المملكة في تأسيس مركز الأمم المتحدة لتعزيز جهود الدول الأعضاء في مكافحة الإرهاب ومواجهة الفكر المتطرف الذي يغذيه ودعمته بمبلغ 110 مليون دولار. كما انشأت المملكة فرق عمل لتعزيز التواصل وبشكل وثيق بين رجال القانون ومسؤولي الاستخبارات في المملكة والولايات المتحدة وشركاء آخرين لأغراض التصدي للعمليات الإرهابية والإجراءات المالية ومنعها.
وقال “في سوريا تعد طائرات القوات الجوية السعودية من أوائل الأسراب التي نفذت طلعات جوية في إطار العمليات العسكرية ضد داعش كما تقود السعودية تحالفا من 38 دولة إسلامية لمحاربة الإرهاب والتطرف” . وأضاف “إن الإرهاب يظل آفة عالمية عانت من ويلاته العديد من الدول، ومن غير المعقول أن تتغاضى المملكة أو تدعم أولئك الذين يهدفون إلى تدميرها وبما يتنافى مع عقيدتنا وقيمنا وهويتنا الوطنية وقد تصدت المملكة للإرهاب بكل عزم وحزم ومثابرة. لذلك فإن اتهام المملكة بالتراخي أو حتى التواطؤ فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وتمويله، أمر غير مسؤول ويتنافى مع حقيقة الأمور”.