وداعاً يا ملك العرب..أيها الفارس النبيل

الكاتب /  د. إبراهيم عبد العليم حنفي

Ibrahim_han2006@yahoo.com

———————————

إذا كان الفارس قد ترجل عن جواده إلا أنه سيبقى فارسا نبيلا نقش التاريخ ذكراه في المجد والرفعة إنه خادم الحرمين الشريفين  الملك عبد الله,  فلم أستطع أن أتمالك نفسي فور سماعي الخبر الحزين الذي أبكي كل فرد في الوطن العربي, تغمد الله برحمته بقدر ما أعطي بقدر ما دافع وحارب من أجل القيم الإنسانية بعامة أسكنه  الله الفردوس الأعلى . وبقدر الدعوات والرحمات التى صعدت إلى السماء في وقت واحد فقد تجمعت القلوب للدعاء,

 لصاحب القلب الرحيم الحاني على شعبه والعطوف على كل عربي .

إن المصاب لنا جميعا لم يكن للسعودية وحدها فنحن المصريين انشقت قلوبنا و قطرت ألما وحزنا على رجل لم ينس مصر في المحن ، وآزرها في الصعاب ، فهو أول من أرسل  مستشفيات متنقلة  في أزمتها الأخيرة,  كما كان أول من وقف بجانبها في  30يونيو بساعتين فقط من الإعلان ، وقد وقف ضد الدسائس وزعزعة الاستقرار المصري فأمر بسحب السفير

السعودي من قطر. إنه الأسد الجريء المقدام حكيم العرب وعنوانها وسندها وظهرها وكبيرها. امتلأ قلبه بالتواضع  إنه في ميزان واحد مع الملك فيصل رحمه الله, ومواقفه مع مصر في حرب اكتوبر.

إن حب الناس الذي انتحبت عليه في كل مكان إنما هو من حب الله عز وجل طيب الله ثراه بقدر طيبته وخلقه النبيل ، فقد أعلى من شأن المرأة  العربية ولم تشعر المرأة السعودية بذلك في عهده بل دخلت العمل السياسي ولم تشعر بأنها الكائن الضعيف المغلوب على أمره  فوافق على دخولها مجلس الشورى السعودي ، كما تطور التعليم في عهده  وتطورت الصحة وعمرت الأرض وزاد رخاؤها .

فالنية الصافية التي كان يتميز بها هي التي جعلت الأرض راضية عنه فأثمرت وتطورت في كل النواحي والمجالات فهو المثل الأعلى لكل شيء وخاصة الخلق والعمل والإقدام فهو الفارس النبيل الذي لا يفارق حصان خياله فيقرر ما يريد وينفذ ما قد قرر .

فخير خلف لخير سلف الملك الحالي خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز فقد تطوع من قبل للمحاربة مع صفوف الجيش المصرية في 1967 فالوطنية لا تتجزأ والحب لا يتجزأ.

فتراب هذا البلد يشع أمنا وطهرا وبركة من قديم الأزل بدعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام  له (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ)

وداعاً يا ملك الإنسانية فإنسانيتك لن تموت وقد نقشت في التاريخك ذكراك

إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا ملكنا لمحزونون.