تغطيات – واس :
حذرت هيئة علماء اليمن من خطورة قيام ميليشيا الانقلاب الحوثية بتغيير المناهج التعليمية في اليمن.
وقالت في بيان لها اليوم إن تغيير المناهج التعليمية وقيادات العمل التربوي والتعليمي يمثل تعدياً على ثوابت الشعب اليمني الدينية والقيمية، وإحياء للعصبية والسلالية وزرعا للفتن المناطقية والطائفية.
وأكدت أنه بعد قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م قيض الله نخبة من العلماء والمفكرين والتربويين المعنيين قاموا بصياغة المناهج الدراسية والأنشطة التعليمية وتمكنوا من وضع منهج دراسي للمدارس اليمنية يعبر عن الهوية الإسلامية الإيمانية والانتماء العربي الأصيل للشعب اليمني، وقد أثمرت تلك المناهج جيلاً موحداً في هويته وانتمائه.
وأوضحت أن الحوثيين لم يكتفوا بتدمير وتفجير المدارس، وتعطيل الجامعات والمؤسسات التعليمية، والزج بطلاب العلم في أتون حروبهم المدمرة للدولة والمجتمع اليمني، بل تمادوا في تنفيذ مخططاتهم السلالية والطائفية فعملوا على تسميم عقول طلبة المدارس بأفكار عنصرية وطائفية غريبة تخدم مشروعهم الطائفي في اليمن والمنطقة، وتعمق الهوة الثقافية والفكرية التي صنعتها مؤخرا في اليمن، وتنتج جيلاً مفخخاً بالأفكار السلالية والمناطقية والطائفية، وتستند على المذهب الأثني عشري وتتلبس بالمذهب الزيدي ظاهراً وتحاربه في الحقيقة وتستهدف علماءه.
وأكدت هيئة علماء اليمن أن مليشيات الحوثي الانقلابية اغتصبوا وزارة التربية والتعليم ليمرروا أفكارهم المنحرفة لتحقيق تغييرات جذرية في عقيدة الشعب اليمني المسلم وهويته الوطنية الجامعة، من خلال التشويش على عقول ملايين الطلبة الذين يدرسون في المرحلتين الأساسية والثانوية مشيرة إلى أن أول قرار قام بإصداره يحيى الحوثي المسيطر على وزارة التربية والتعليم هو تشكيل لجنة لتغيير المناهج التعليمية للمدارس، وأتبعه باستبدال الكثير من مدراء المدارس والمناطق التعليمية بعناصر تابعين أو موالين لفكر الحوثي السلالي والطائفي الضال، كما تم تعيين العشرات في مفاصل إدارية مهمة في وزارة التربية والتعليم مع أنهم ليسوا من أهل الاختصاص أو الاشتغال بالعمل التعليمي والتربوي.
وقالت إن المليشيات الحوثية تعمل على تشويه أفكار الطلبة من خلال فرض ملازم الهالك حسين بدر الدين الحوثي كمرجعية ثقافية ودينية متفردة للمنهج الدراسي في مقررات مادة التربية الإسلامية واللغة العربية والتربية الوطنية والتاريخ كمرحلة أولى في برنامجهم لتغيير المناهج التعليمية اليمنية، كما تسعى إلى التشكيك في السنة النبوية المطهرة والإجماع واجتهادات الأئمة الأعلام للمذاهب الإسلامية المعتبرة وتشويهها في عقول الطلبة.
وبينت الهيئة أن ميليشيا الانقلاب تقوم بتغيير مضامين المنهج المدرسي في قضايا دينية وتاريخية من خلال فرض وجهة نظرهم السلالية والطائفية وأفكارهم المتعصبة لذلك، فقاموا بحذف سيرة بعض زوجات النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وشطب أسماء الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم وحذف سيرتهم الراشدة واستبدالها بأسماء أخرى وقصص تمجد وتقدس رموز جماعة الحوثيين وخاصة زعيمهم الهالك حسين الحوثي الذي تطفح ملازمة بسب صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، كما قاموا بتضمين المنهج المدرسي صورا تغرس في أذهان الطلبة هوية الجماعة السلالية ونزعاتها الطائفية، وقاموا بتوظيف آيات من القرآن الكريم أنزلها الله في المنافقين فأنزلوها على من يعارض انقلابهم من أبناء اليمن .
وحذرت هيئة علماء اليمن مما يقوم به الحوثيون من غرس مفاهيم عدائية لدى الناشئة وتعبئتهم بمفاهيم الكراهية والبغضاء، ليكونوا أداة تدمير ومعاول هدم ومصدر قلق لمجتمعهم وجيرانهم وعزل اليمن عن محيطه العربي والإسلامي، وتدجينها ثقافيا وفكريا لصالح قوى إقليمية ودولية تُضمر الشر والعدوان للمنطقة وتهدد الأمة.
كما حذرت هيئة علماء اليمن مما يقوم به الحوثيون من هجوم على الثورة اليمنية في سبتمبر عام 1962م ، ووصفها بأنها مجرد انقلاب غاشم ، وذلك توطئة وتمهيدا لما يقومون به من تزيين وتمجيد لتمردهم المسلح الذي بلغ ذروته في انقلابهم المشؤوم في21 سبتمبر 2014 م على الدولة اليمنية ومؤسساتها الدستورية وإرادة الشعب اليمني .
وقالت إن برنامج الحوثيين لم يقتصر على تغيير الهوية الدينية والوطنية لليمن من خلال تغيير المناهج التعليمية للمدارس فحسب بل تعداه إلى تغيير المفاهيم العقدية الثابتة بالكتاب والسنة من خلال توزيع كتيبات صغيرة لمؤسس جماعة الحوثيين على الجنود في الثكنات العسكرية والأمنية التي يسيطرون عليها.
وأشارت الى استمرار المليشيات الحوثية في نقل شحنات كتب إيرانية تتناقض مع نصوص الكتاب والسنة وما أجمعت عليه الأمة وتدعو للمذهب الإثني عشري المرفوض في اليمن وتسهم في نشر الفتن والتفرقة الطائفية بين أبناء الشعب اليمني الواحد.
وأشادت هيئة علماء اليمن بقيام الحكومة الشرعية برفض التغييرات التي أدخلتها مليشيات الحوثي على المنهج الدراسي ودعت أولياء أمور الطلبة في المناطق التي مازالت تحت سيطرة المليشيات الانقلابية، بالإشراف المستمر على أبنائهم وتوضيح الحقائق لهم حول ما أحدثته من تغييرات على المنهج الدراسي وتحذيرهم من الالتحاق بصفوف تلك المليشيات الانقلابية، التي عملت على تحويل المدارس الواقعة تحت سيطرتها إلى معسكرات لتجنيد طلبة العلم والأطفال وتحويلهم إلى متمردين خارجين على الدولة اليمنية والمجتمع اليمني.