غداً يتوجه أبناؤنا لقاعات الاختبارات في الصباح الباكر في أول أيامها ، حيث تبدأ حالة من الحذر و التأهب من جميع الإدارات التعليمية و الأمنية مع بداية هذه الاختبارات ، في خطط أمنية يتم إعدادها من قبل هذه الجهات للتعامل مع ما ينتج من ظواهر سلبية تظهر في هذه الفترة لعلاجها في فترة الاختبارات فقط.
إلا أن هذا الأسلوب في المعالجة الوقتية لمثل هذه الظواهر جعل منها تستمر في كل عام في هذه الفترة التي يعاني فيها الطلاب و الطالبات من ضغوطات نفسية قد تسهم في جرِّهم إلى الإنخراط في مثل هذه الظواهر السلبية و هو ما يتطلب منا إعادة النظر في تغيير الطريقة لمعالجة هذه الظواهر بعد وقوعها من منطلق المقولة المشهورة ” الوقاية خير من العلاج “.
علماً أن أكثر المراحل العمرية تأثراً في هذه الفترة في التعليم العام وخصوصاً المرحلتين المتوسطة والثانوية، فهما من أخطر و أهم المراحل التي تظهر فيها العديد من هذه السلوكيات السلبية كالتدخين والتنمر والشجارات و التفحيط و تناول المخدرات وغيرها.
وتأتي خطورة فترة الاختبارات في هذه المرحلة في تفاوت زمن الانصراف من المدرسة , مما يمنح الطالب أو الطالبة عدة ساعات يقضيها بدون رقيب ، ففي هذه الفترة الحرجة والمهمة من حياة الابن يبرز دور الأب الفطن الذي يحرص كل الحرص على عودة ابنه إلى المنزل مباشرة بعد انتهاء الاختبار، لأن الوقت الضائع بعد الاختبار بمثابة مفترق طريق خطير تتهيأ فيه الفرص لاقتناص الأشرار للأبناء والتغرير بهم في أفكارهم وسلوكياتهم وأعراضهم وأجسادهم.
لذا من الضروري إعطاء الطالب جرعات تحصين استباقية توضّح خطر هذه الأيام وما ينتشر فيها من سلوكيات سلبية ، مع ضرورة وجود رقابة مقننة تقوم على التشجيع والتعزيز ومنح الثقة ، مما يشعر الأبناء بالمسؤولية تجاه أنفسهم ومستقبلهم .
كما نؤكد على أهمية دور المدرسة من خلال إعداد مواد ومطبوعات ونشرات توعوية يتم توزيعها على الطلاب ، وإعداد بنرات ولوحات توضع في المدرسة ، وإرسال رسائل (sms) توعوية لأولياء أمور الطلاب من قبل المدرسة ، واستثمار الحصص الدراسية في الأسابيع الأخيرة من كل فصل دراسي لتوعوية الطلاب بأخطار هذه الفترة ، وتنفيذ اللقاءات والندوات داخل المدرسة لرفع مستوى الثقافة والوعي لدى الطلاب و الطالبات .
و أيضاً يجب على وسائل الإعلام أن يكون لها دور فاعل لحماية أبنائنا و بناتنا من أي تصرفات أو إنحرافات سلوكية في فترة الاختبارات من خلال تكثيف البرامج الخاصة التي تسلط الضوء على هذه الظواهر السلبية التي يشيع ظهورها في هذه الفترة للتوعية من تلك الأضرار سواء بالإعلام المرئي أو المقروء بشكل مستمر للوقاية منها قبل وقوعها و تكون بمثابة برامج حماية لهم من هذه الانحرافات الخطيرة و التي قد تسهم في ضياع مستقبلهم أو تودي بهم إلى التهلكة.
_______________________
ساير هليل المضياني
كاتب بصحيفة تغطيات
عضو المجلس البلدي بالجبيل