توعية

علماء يقتربون من إنتاج “قرص دواء” يعالج مرض السكري

تغطيات – الرياض:
بعد بحث استمرّ تسع سنوات، اقترب باحثون في مدرسة طب ماونت سيناي ‏بولاية نيويورك، كثيرًا من اكتشاف علاج لمرض السكري؛ حيث اكتشفوا طريقة جديدة يمكن أن تساعد أكثر من 500 مليون شخص حول العالم يعيشون مع مرض السكري.

وحسب موقع “ستدي فايندز” لنشر نتائج الدراسات العلمية: يعاني حوالي 537 مليون شخص على مستوى العالم من مرض السكري عندما تصبح خلايا “بيتا” الموجودة في البنكرياس غير قادرة على إنتاج الأنسولين، الهرمون الضروري لتنظيم مستويات السكر في الدم.

وفي كلٍّ من النوع الأول والنوع الثاني من مرض السكري، يعاني المرضى من انخفاض ملحوظ في خلايا “بيتا” الوظيفية المنتجة للأنسولين، في حين تساعد الأدوية الحالية في علاج أعراض المرض، يبحث العلماء عن طرق لتجديد هذه الخلايا الحاسمة نفسها.
بدأت الرحلة إلى هذا الاكتشاف عام 2015

بدأت الرحلة إلى هذا الاكتشاف في عام 2015 عندما حدّد باحثو ماونت سيناي عقار “هارمين”، وهو عقار ينتمي إلى فئة تسمّى مثبطات “DYRK1A”، باعتباره أولَ مركب قادر على تحفيز تجديد خلايا بيتا البشرية المنتجة للأنسولين.
تطور البحث عام 2020

واصل فريقُ البحث البناءَ على هذا الأساس؛ ففي عامَيْ 2019 و2020 عرف العلماء أن عقار هارمين يمكن أن يعمل بشكل مساعد مع أدوية أخرى، لتقوية تجديد خلايا بيتا، ومن بين هذه الأدوية: “ناهضات مستقبلات GLP-1” مثل “سيماجلوتيد” و”أكسيناتيد”.

و”ناهضات مستقبلات GLP-1 ” هي فئة من الأدوية تخفض من نسبة السكر في الدم والسعرات الحرارية عن طريق تنشيط “مستقبل GLP-1″، وهي تحاكي المهمة التي يقوم بها هرمون “الإنكريتين الداخلي GLP-1” الذي تفرزه الأمعاء بعد تناول الطعام.
عقار “هارمين” يزيد كتلة خلايا بيتا

في يوليو 2024 أبلغ الباحثون عن نتائج ملحوظة في دراساتهم، حين اكتشفوا أن عقار “هارمين” وحده تمكّن من زيادة كتلة خلايا بيتا البشرية بنسبة 300 في المائة، وعند دمجه مع “ناهض مستقبلات GLP-1” مثل دواء أوزيمبيك، وصلت هذه الزيادة إلى 700 في المائة.
اكتشاف مذهل أثناء البحث

أما المفاجأة المدهشة في هذه الدراسة، فقدْ جاء من مصدر غير متوقّع، حين اكتشف الباحثون أن خلايا ألفا، وهي نوع آخر من خلايا البنكرياس التي تتواجد بكثرة في كلٍّ من النوع الأول والثاني من مرض السكري، يمكن أن تتحوّل إلى خلايا بيتا منتجة للأنسولين.

وتقول الدكتور إسراء كاراكوسي الأستاذ المساعد في الطب بمدرسة ماونت سيناي والمؤلف المشارك للدراسة، في بيان: “هذا اكتشاف مثير يُظهر أن عائلة أدوية هارمين قد تكون قادرة على تحفيز تحويل السلالة في جزر البنكرياس البشرية، وقد يعني هذا أن الأشخاص المصابين بجميع أشكال مرض السكري لديهم “خزان” محتمل كبير لخلايا بيتا المستقبلية، في انتظار تنشيطها بواسطة أدوية مثل هارمين”.
تحول خلايا ألفا إلى بيتا منتجة للأنسولين

باستخدام تقنية تسلسل الحمض النووي الريبي أحادي الخلية، قام الباحثون بتحليل أكثر من 109 آلاف خليّة فرديّة من جزر البنكرياس البشرية التي تبرّع بها أربعة بالغين، وسمحت لهم هذه التقنية بدراسة النشاط الجيني لكل خلية بالتفصيل؛ مما يشير إلى أن “خلايا ألفا الدورية” قد يكون لديها القدرة على التحول إلى خلايا بيتا منتجة للأنسولين. إن الخلايا ألفا، كونها النوع الأكثر وفرة من الخلايا في جزر البنكرياس، يمكن أن تكون بمثابة مصدر مهمّ لخلايا بيتا الجديدة إذا تم التحكم في عملية التحول هذه بنجاح.

تمثل الدراسة، التي نُشرت في مجلة “Cell Reports Medicine”، خطوة كبيرة إلى الأمام في أبحاث مرض السكري، من خلال تحويل نوع من خلايا البنكرياس إلى نوع آخر.

يقوم فريق ماونت سيناي الآن بنقل هذه الدراسات نحو التجارب البشرية.

يقول الدكتور “أندرو إف ستيوارت” مدير معهد ماونت سيناي للسكري والسمنة والتمثيل الغذائي: “قرص دواء صغير، ربما مع “ناهض مستقبلات GLP-1” مثل دواء “semaglutide”، هو علاج قليل التكلفة وقابل للتطوير من أجل ملايين الأشخاص المصابين بالسكري”.

في حين أنّ البحث لا يزال في مراحله المبكرة، فإنّه يمنح الأمل لملايين الأشخاص الذين يعيشون تجربة مرض السكري ويحاولون السيطرةَ عليه من خلال حقن الأنسولين اليومية أو أنظمة الأدوية المعقدة، إن وجود علاج يمكن أن يعيد إنتاج الأنسولين في الجسم بشكل أساسي تقدم علمي ثوري.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى