الإسلام دين العدل والألفة لذلك يأبى المسلم الذي يحب للآخرين ما يحبه لنفسه إلا أن يشارك الآخرين همومهم وأنسهم أوجاعهم ومآسيهم وأفراحهم ، وأحذيتهم أيضًا.
يتعثر في الأحذية المتكومة والتي تراكمت أمام الباب فيلعنها ويلعن أصحابها ، ثم يضع حذاءه بعد أن يفرغها ويسحب أقدامه منها بمحاذاة الأخريات لتُزاحمها انتقامًا وردًا لاعتبار سقوطه، ولا فرق بين حذاء باهظة الثمن وأخرى تقدمت في العمر وتقادمت ، فكلاهما سيقفان في موقف واحد وبدلًا من أن تلبسها الأقدام ستدعسها وتطأ عليها.
ورغم استجداءات الإمام المتكررة وطلباته المتعاقبة وتوسلاته التي لا تنقطع والتي يردفها المصلون بـ( جزاك الله خير وأكثر فينا أمثالك وقلل أمثالنا ) بضرورة التقيد بالذوق العام ووضع الأحذية في مكانها المخصص ومحاولاته تشريع التصرف وتديينه إلا أنها لحن يسمع لكنه لا يُطرب ، فجداول أعمال المصلين المزدحمة تعيقهم عن الانحناء لرفع أحذيتهم أو خفضها لذلك تبوء كل محاولات الإصلاح بالفشل.
الحملات التوعوية والبرامج التثقيفية لن تخلص الناس من السلوكيات السلبية والتصرفات الرديئة وسَقْط الأخلاق ورذل الطبائع إلا إذا صاحبها إرادة جادة وعزيمة صادقة بضرورة التغيير ، وصاحبها تخفيف من جداول الأعمال المزدحمة.
_________________________