تغطيات – الخبر – سلطان بن أحمد:
كشفت د. مها المنيف، المدير التنفيذي لبرنامج الآمان الأسري الوطني، ان دور الاعلام كان محوري في الكشف عن العديد من حالات العنف الاسري في المجتمع السعودي من العام 2000م واخذ دور الريادة في اظهار القضايا على الرغم بان 5-10% هو الذي يظهر وتصل للجهات ذات الاختصاص.
وتحدثت د. المنيف، التي تركت متابعة الجراثيم بحكم تخصصها الى متابعة حالات العنف، عن “العنف الأسري في المملكة من الاعتراف الى التشريع” خلال ديوانية الاطباء مساء امس الاول (الثلاثاء) في فندق الميرديان بالخبر، وسلطت الضوء على برنامج الامان الاسري الوطني والذي عمل على زيادة المعرفة بكيفية التعامل مع المرأة والطفل.
وقالت انه من 2005-2010 ظهر برنامج الامان الاسري وهيئة وجمعية حقوق الانسان، ومن 2010-2015 ظهر نظام الحماية من الايذاء، ونظام حماية الطفل وخطوط المساندة 116111 و 1919 ، موضحة ان نظام الحماية من الايذاء نقطة تحول في حماية الاسرة وجاء في 17 مادة وهو قانون وطني تم اعتماده ويتم التقيد بموجبه من قبل كافة الجهات، فيما جاء نظام حماية الطفل في 25 مادة يعني بجميع حقوق الطفل بما في ذلك الحماية من العنف والاستغلال.
واوضحت بحسب دراسة في المملكة انه 1 من 3 نساء تعرضت لاحد انواع العنف والسلطة والتحكم أكثر الأنواع انتشارا، و 1 من 10 نساء تتعرض للعنف الجسدي، و 5 من 10 اطفال تعرضوا للعنف النفسي والجسدي، و 2 من كل 10 اطفال تعرضوا للعنف الجنسي وان الذكور ضعف الاناث.
وعددت اسباب ايذاء الاطفال بأن ضعف المهارات الوالدية تمثل 28%، و امراض مزمنة عند الاطفال او احد الوالدين بنسبة 35%، و وعدم المعرفة بالقوانين والتشريعات بنسبة 22%، و كبر حجم العائلة اكثر من ستة اشخاص يعرض الاطفال للإيذاء بنسبة 14% و الطلاق بنسبة 10%، واستخدام المخدرات بنسبة 12%، والفقر والبطالة بنسبة 15%.
ولفتت ان خبرات الطفولة السيئة ترفع من تكاليف الرعاية الصحية وفقدان الإمكانيات البشرية، مما يحتم على المجتمع إعادة النظر في التجارب التي يتعرض لها الأطفال أثناء نموهم وخاصة إساءة المعاملة.
وكشفت ان الاتصالات التي وردت لبرنامج خط مساندة الطفل حوالي 270 الف اتصال عام 2017 ، تتراوح ما بين 2990 اتصال حول الايذاء والاهمال، و 2589 عن العلاقات الاسرية، و 1050 تتعلق بالمدرسة، وغيرها من الاتصالات، مبينه ان ارتفاع نسبة الوعي رفع عدد حالات التبليغ، ملمحه الى ان ثلث المجتمع السعودي لديه تجارب ضد الطفل.
واضافت الى ان هناك 20 مبادرة لحماية الأسرة تعمل عليها وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ضمن برنامج التحول الوطني 2020 ، وقالت ان هناك عزوف في الحصول على متخصصين في برنامج الآمان الاسري حيث لايوجد سوى اربعة متخصصين وطالبنا هيئة التخصصات الصحية ايجاد هذا التخصص الذي ليس عليه اقبال بسبب نظرة المجتمع لاسيما وان كثير من المتعرضين للإيذاء لايبلغون بسبب ثقافة العيب في المجتمع، واعترفت بوجود عنف ضد الرجل خاصة كبار السن.
وأشارت في الختام الى ان العنف الأسري في المملكة موجود بنسب، ووجب علينا التدخل، حيث يسبب العنف الأسري مضاعفات سلبية على صحة الفرد الجسدية والنفسية وتبنية للسلوكيات الخاطئة على المدى الطويل، وقد تم تنفيذ العديد من المبادرات الناجحة للوقاية من العنف الأسري في المملكة لكنها ليست على نطاق واسع ، مطالبة بالتعاون والتشابك بين المؤسسات لتطبيق النظام لمنع تحول العنف الأسري إلى ظاهرة في المملكة.
وفي نهاية اللقاء كرم مؤسس ديوانية الاطباء عبدالعزيز التركي الدكتورة مها المنيف، كما قدم لها الفنان التشكيلي عبدالعظيم الضامن لوحة تحمل صورتها.