
تغطيات – الرياض:
كشفت دراسة حديثة أن منطقة الجزيرة العربية شهدت زيادة ملحوظة في تواتر وشدة الأمطار الغزيرة، حيث ارتفعت بمقدار خمس مرات مقارنة بالعقود السابقة.
ويُعزى هذا التغير إلى تأثيرات التغير المناخي والاحتباس الحراري، مما أدى إلى اضطرابات في الأنماط الجوية التقليدية للمنطقة.
أسباب التغيرات المناخية في المنطقة
أشارت الدراسة إلى أن ارتفاع درجات حرارة الأرض ساهم في زيادة تبخر المياه، مما أدى إلى تكوّن كميات أكبر من السحب المحملة بالرطوبة، وعند تفاعل هذه السحب مع المنخفضات الجوية القادمة من المحيط الهندي، تتكثف الرطوبة وتنتج عواصف رعدية وأمطارًا غزيرة.
كما لوحظ تغير في مسار الرياح الموسمية، مما أدى إلى وصول كتل هوائية رطبة إلى مناطق لم تكن تشهد هطول أمطار بهذا الشكل في السابق.
تأثيرات ملموسة في دول الخليج
شهدت دول الخليج العربي، مثل الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، أحداثًا مناخية غير مسبوقة، ففي الإمارات، سُجلت كميات أمطار قياسية خلال الأعوام الـ75 الماضية، حيث شهدت منطقة “خطم الشكلة” في العين هطول 254.8 ملم من الأمطار في أقل من 24 ساعة، مما أدى إلى فيضانات وسيول جارفة.
وفي سلطنة عمان، تسببت الأمطار الغزيرة في سيول أودت بحياة 19 شخصًا، وأدت إلى تعليق الدراسة وإغلاق بعض الطرق.
التوقعات المستقبلية
يتوقع الخبراء استمرار هذه الظواهر الجوية غير المعتادة في المنطقة، مع احتمال زيادة تواترها وشدتها في السنوات المقبلة، ويُنصح باتخاذ تدابير احترازية للتكيف مع هذه التغيرات المناخية، مثل تطوير بنية تحتية قادرة على استيعاب كميات كبيرة من المياه، وتعزيز أنظمة الإنذار المبكر للتعامل مع الفيضانات والسيول المحتملة.
تؤكد هذه الدراسة على أهمية فهم التأثيرات المترتبة على التغير المناخي في المناطق الجافة تقليديًا، وضرورة التعاون الدولي للحد من الانبعاثات الحرارية والتكيف مع التغيرات البيئية المتسارعة.