تغطيات – زهير الغزال :
ضمن فعاليات مهرجان الشارقة للشعر العربي في دورته العشرين، أقيمت قراءة شعرية في بيت الشعر بالشارقة يوم السبت الموافق 13 يناير 2024، شارك فيها الشعراء: سامي الثقفي، العباس محمد، علاء زهير، نوفل السعيدي، منصف المزغني، بحضور عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة، والشاعر محمد عبدالله البريكي مدير بيت الشعر، وقدمها الشاعر حسين القباحي الذي أشاد بدور المهرجان في مد الجسور بين الشعراء، ومن ثم استخراج كنوزهم الإبداعية في فضاء إمارة الشارقة التي لطالما احتضنت التجارب الشعرية، واستثمرت إنجازاتها في تجديد الخطاب الشعري، مثمناً جهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي لا تتوقف من أجل الارتقاء بالشعر العربي، ومن ثم إطلاق مبادرات ذات أثر كبير في المشهد الثقافي العام.
وقد شهدت قاعة بيت الشعر حضوراً جماهيراً كثيفاً من المثقفين والشعراء والنقاد والأساتذة الأكاديميين في الحقول الثقافية كافة، مما ساهم في إحداث تفاعل حقيقي بين المتلقين والشعراء في سادس أيام المهرجان، حيث حلقت قصائد الشعراء في فضاءات إنسانية ووطنية عبرت عن الهم الذاتي، وانطلقت نحو تجسيد الصور الوجدانية، مما شكل صوراً بصرية أثرت في نفوس المتلقين.
افتتح القراءات الشاعر د. سامي الثقفي من السعودية بقصيدة ” أميرة القلب” التي روض من خلالها المعنى وهو يصور حالاته الوجدانية بأسلوب سهل ممتنع، فيقول في قصيدة “عزف على قيثارة الشعر”:
أنا وأنتِ وهذا الليلُ والتَّرفُ
والشِّعرُ والعطرُ والأنغامُ والتُّحفُ
وشامة في جبينِ. الحسنِ آسرة
حكايةٌ عندَ هذا الحدِ لاتقفُ
أنا شآميةٌ روحي يُبللها
نفح العبيرِ؛ وقلبي منهُ يرتشِفُ
ثم قرأ الشاعر العباس محمد من موريتانيا أولى قصائده في هذه الأصبوجة الشعرية وحملت عنوان” عبيرُ الأبْجدِيَة” التي تعبر عن سيرة ذاتية لشاعر مدرك لجماليات لغة الشعر بوظائفها الدالالية، وجمالياتها الجاذبة للحس والإدراك في كل تفاصيلها الحيوية، ومن قصيدة “وصايا” يقول:
دعْ ما يُرِيبُكَ خُذْ بِالقلبِ أبْيَاتِي
خُذْ عَقْلَكَ المَّحْضَ خُذْ حُزْنِي وأنَاتِي
خُذْنِي إذَا اللَّيْلُ عَمَّ الكَوْنَ بوْصَلَةً
مَا أقدسَ الضوءَ في بحْرِ المَّتَاهَاتِ
مَا أقْدَسَ الحقلَ والأزهارُ في ألقٍ
حُرِّيَةُ الطَّيْرِ أنْ يَلْهُوا بِغيْمَاتِي
وقرأ ثالث شعراء الأمسية الشاعر علاء زهير من الأردن قصيدة بعنوان” قُصاصات ” التي يدعو فيها للتفاؤل والانتصار للحب والجمال، معبراً عن قيمه الإنسانية بعناية لفظية فيقول:
كيفَ انتَصَرَتَ لِهذا الحبِّ يا رجلًا
يُقاومُ اليأسَ في عَتمِ المساءاتِ
يَستحضِرُ الغيمةَ الكبُرى ويُمْطِرُهَا
عَلَّ السنابلَ تنمُو في الفضاءاتِ
ولا يَكِّلُّ بها في السَّيرِ ما جَمَحَتْ
بهِ الخُيولُ على وَعرِ المسافاتِ
واختتم قرءات الأصبوحة الشعرية الشاعر المنصف المزغني الذي أنشد مقاطع من قصيدة ” الوردة والإسمنت” التي رسم من خلالها صوراً بلاغية ممزوجة بالمتعة الوجدانية، فهي أيضاً مسكونة بالوجازة والأسلوب التوليدي البديع، فيقول:
الحدِيقَهْ
حَلُمَتْ دَوْمًا بِأَنْ تَبْقَى حديقَهْ.
تَـنْشُر الوَرْدَ وَتُهْدِي الرَّائِحَهْ.
لِعَشِيقٍ وَعَشِيقَهْ.
وَالحَدِيقَهْ
حَلُمَتْ يَوْمًا بأن تَلْقَى صَدِيقَهْ
زَارَهَا العُشَّاقُ يَوْمًا:
صَارَ للورْدَةِ مَعْنَى.
فَصَّلَ العُصْفُورُ لَحْنَا
للْفَرَاشَات الرَّشِيقَهْ.