تغطيات – واس :
شرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – مساء اليوم حفل الاستقبال بإمارة المنطقة الشرقية في الدمام.
ولدى وصول خادم الحرمين الشريفين مقر إمارة المنطقة الشرقية يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة وصاحب السمو الملكي الأمير راكان بن سلمان بن عبدالعزيز ، كان في استقباله – رعاه الله – صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.
ثم عزف السلام الملكي.
وبعد أن أخذ خادم الحرمين الشريفين مكانه بديء الحفل بآيات من القرآن الكريم.
وقد ألقى خادم الحرمين الشريفين الكلمة التالية :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إخواني وأبنائي ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
يطيب لي في هذا اليوم أن أتحدث معكم ، ونحن نتطلع جميعاً إلى غدٍ مشرق مزدهر بإذن الله تعالى.
لقد قامت بلادنا على أسس راسخة وثوابت أصيلة ، عمادها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وشرفها الله باحتضان أقدس بقعتين – الحرمين الشريفين – ، وأكرمنا بخدمتهما وقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار ، فنحن بحمد الله بمثابة الأسرة الواحدة نتكاتف ونتعاون خدمة لديننا ووطننا ، والتطوير سمة لازمة للدولة بما يتفق مع ثوابتنا وقيمنا ، سعياً لرسم مستقبل واعد للوطن والمواطنين.
أيها الإخوة الحضور :
لقد تبنينا رؤية المملكة 2030 التي تعكس قوة ومتانة الاقتصاد السعودي ، والتي من شأنها الانتقال بالمملكة إلى آفاق أوسع وأشمل ، ولابد من تظافر جهود المجتمع لإنجاحها ، وعلى الدوام أظهر المواطن السعودي استشعاراً كبيراً للمسؤولية ، وشكل مع قيادته وحكومته سداً منيعاً أمام الحاقدين والطامعين ، وأفشل – بعد توفيق الله – الكثير من المخططات التي تستهدف الوطن في شبابه ومقدراته.
أيها المواطنون والمواطنات :
إن منهجنا ثابت ومتواصل في السعي نحو التنمية الشاملة المتكاملة والمتوازنة في مناطق المملكة كافة ، وإتاحة الفرص للجميع لتحقيق تطلعاتهم وأمانيهم المشروعة في إطار نظم الدولة وإجراءاتها.
إخواني وأبنائي :
من هذه المنطقة التي يسرني دائماً وجودي معكم في ربوعها أشكركم من الأعماق على هذه الحفاوة البالغة ، وأدعو الله أن يديم على هذا الوطن أمنه ورخاءه ، وأن يرحم شهداءنا الذين استشهدوا فداءً لدينهم ووطنهم ، وأن يمدنا بالعون والتوفيق لخدمة بلادنا الغالية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية قد ألقى كلمة أعرب فيها عن سعادته بتشريف خادم الحرمين الشريفين للمنطقة الشرقية وقال ” إن ليلتنا هذه ليست كغيرها من الليالي بل هي إستثنائية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ، فهي نور يتلألأ ، ومكارم تتوالى ، ومواطن عز وفخر تتنادى .
وأضاف سموه ” في هذه الليلة تلتقي المنطقة الشرقية ، منطقة الخير والنماء ، والتميز والعطاء ، والمساهمة والبناء ، بقائد المسيرة وصانع الإنجاز ، سلمان العزم والحزم ، سلمان الشهامة والوفاء ، سلمان العلم والثقافة ، سلمان الإرث والحضارة ، سلمان التأريخ والرؤية ، سلمان المملكة العربية السعودية . فأكرم بها ليلة ، وأكرم به من محفل .
وأسترسل سموه قائلاً : ” أهلاً بكم سيدي في منطقة تحبونها وتحبكم ، ببحرها وسهلها ونخلها ونفودها ومصانعها وقبل ذلك إنسانها .. أهلا بكم سيدي في منطقة تفخر بأنها جزء من المملكة العربية السعودية تسهم بعطائها مع مناطق المملكة الأخرى – بصدق وحماس وثبات – منذ أن وضع الملك الموحد طيب الله ثراه لبنات وحدتها المباركة ، وسار على ذلك بنوه الأوفياء من بعده ، في الأخذ بيد المملكة إلى المكانة التي تليق بها لتصبح منارة إشعاع وحضارة وخير وعطاء للعالم أجمع ، نصيرة للحق ،مرسخة للعدل لم ولن نتراجع عن ذلك أبداً بحول الله “.
وأضاف سمو أمير المنطقة الشرقية في كلمته الترحيبية لخادم الحرمين الشريفين “أهلا بكم سيدي بين رجال ولاؤهم لوطنهم ولقيادتهم راسخة فقد توارثوه كابراً عن كابر ، ورسخوه جيلاً بعد جيل ، حتى كان الملك الموحد طيب الله ثراه يصفهم بقوله أنا لست من رجال القول الذين يرمون اللفظ بغير حساب ، أنا رجل عمل إذا قلت فعلت وعيب علي في ديني وشرفي أقول قولاً لا أتبعه بالعمل ..وهذه هي وطنية شعبكم يا سيدي ، أقوال وأفعال ، ومواطن شرف كرامة ، يعملون بجد واجتهاد من أجل هذا الوطن الذي أكرمهم الله به ويتسابقون بأرواحهم للفداء عنه والجود بالنفس وهو أقصى غاية الجود ، فلا مكان بيننا لمن تخاذل أو ضل السبيل وسعى في الفرقة والشتات وعبث بالمكتسبات ، بل هي مشاركة في البناء وسعى نحو العلياء ، ومحافظة على مجد تليد ومكارم راسخة ” .
وقال سموه : ” تعجز الكلمات ياخادم الحرمين الشريفين أن تصف مشاعرنا في هذه الليلة التي ازدانت بتواجدكم بين أبنائكم ولاعجب فأنتم من قلتم حفظكم الله أبوابنا مفتوحة ، وآذاننا مفتوحة ، وهواتفنا مفتوحة ، لمن له منكم رأي أو حاجة ، فحياه الله .
سيدي : لقد رسختم هذا النهج بسياسة إدارية بدت آثارها جليلة ولله الحمد والمنة … تتقاصر الكلمات أن تحتوي ما تتميز به قيادتكم الرشيدة ، فالمنجزات تترى وتشهد وولاء شعبها يتجذر .. ورسوخ الأمن والأمان ينعم به والله الحمد كل مواطن ومقيم على أرض المملكة .. وصفحات البطولات التي سطرها الشهداء في ميادين العز والشرف خير دليل ..والآمال والطموحات قائمة في مستقبل واعد متجدد من خلال رؤية المملكة 2030..وخطط البناء العمل الطموح واقع نعيشه ويشهده العالم من حولنا ونحن على العهد .
وأضاف سموه ” سيروا ونحن معكم نحافظ على مكتسابتنا ، ونبني نهضة بلادنا بكل الثبات والثقة والإعتزاز ..سيدي إن بعض رجال الأعمال ولرغبتهم الصادقة في التعبير عن سعادتهم بمقدمكم الميمون بالإحتفال بما يتناسب مع هذه الزيارة ، إلا أنه وامتثالاً لرغبتكم بإقامة احتفال تقتصر بهجته في وجوه الحاضرين . ولمعرفتهم بشغفكم ومحبتكم ودعمكم للعلم والمعرفة ، فإنهم يستأذنون المقام الكريم بالموافقة على إنشاء مكتبة الملك سلمان بالمنطقة الشرقية لتكون أحد روافد العلوم والمعرفة والحضارة بتقنيات حديثة .
وفي ختام كلمة سموه سأل الله سبحانه وتعالى أن يكلأ خادم الحرمين الشريفين بحفظه ويمده بعونه وتوفيقه وأن يسدد خطاه حفظه الله .
كما ألقى الدكتور عبدالرحمن الجعفري كلمة الأهالي رحب فيها بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – ، وقال : إن لهذي الزيارة معان كثيرة تدل على اهتمامكم – أيدكم الله – بالمواطن والتلاحم بين القيادة والشعب ، حيث أن هذا التواصل يمثل نمطاً تتميز به بلادنا التي أسس لها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ـ رحمه الله ــ ووثق عراها من بعده أبناؤه ملوك هذه البلاد .
وأضاف الجعفري : أن مواطني المملكة العربية السعودية يثمنون لخادم الحرمين الشريفين حرصه منذ الأيام الأولى لتوليه مقاليد الحكم ، على التواصل مع المواطنين وتلمس حاجتهم وبناء جسور المحبة والاحترام معهم ، وفي هذه المنطقة نشهد لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز ومن سبقه من الأمراء منذ عهد المؤسس ــ رحمه الله ــ بأنهم درجوا على ذلك السلوك الحكيم في قربهم وتواصلهم مع المواطنين .
وفي ختام كلمته سأل الله تعالى أن يديم نعمة الأمن والأمان على هذه البلاد، وأن يمد قيادتنا الحكيمة بالصحة والعافية .
بعدها ألقيت قصيدتان شعريتان الأولى نبطية للشاعر خضير البراق، والثانية بالفصحى للشاعر حيدر العبدالله.
ثم تشرف أهالي المنطقة الشرقية بالسلام على خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – .
عقب ذلك شرف خادم الحرمين الشريفين مأدبة العشاء المعدة بهذه المناسبة.
بعد ذلك عزف السلام الملكي، ثم غادر خادم الحرمين الشريفين مقر الحفل مودعاً بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحيب .