الكاتب / د. إبراهيم حنفي
———————————
إن الإرهاب في مجمله ملعون مكروه في جميع الأديان فالحادث المؤسف الذي وقع ضحيته 12 قتيلا في الجريدة الفرنسية شارلي ايبدو قد يرد حال المسلمين المقيمين في أوربا إلى الوراء فكلما تحسنت صورتهم في سنوات رجعت إلى الأسوأ في يوم واحد . فالقتل محرم تحت أى دافع وتحت أى مسمى . فليست أوربا وحدها التي تعاني من الإرهاب بل أيضا الدول العربية لكن أوربا تعلب على الحبلين فمرة تحتضنه باسم الحريات ومرة أخرى،تستخدمه كورقة ضغط على الدول العربية فلتشربه هنيئا مريئا .
ما تعانيه السعودية على حددها وهي بلد الحرمين الشريفين تمثل الإسلام والمسلمين من إرهاب وارد عليها وفق الله خادم الحرمين الشريفين للقضاء عليه وكذلك مصر وليبيا هو من صنيعة الغرب خارج بتوكيل عال الجودة والصناعة في مصانعه بما يروق لأمريكا وإسرائيل ، فنتجرع مرارته في كل مكان. حتى إذا مارست جريدة متخصصة في الرسومات المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم منذ 2006 ،و انتفض المسلمون جميعهم في مشارق الأرض ومغاربها بوقفات احتجاجية لممارسة هذه الجريدة لم يتحرك لفرنسا ولا لأوربا ساكن لمنعها . أما عندما أصابها سوء عملها وجاءت الطوبة في المعطوبة هبت بالدعوة إلى وقفة احتجاجية ضد الإرهاب ،وقد استجاب لها دول العالم بعامة وكنا نحن العرب في طليعة الوقفة
وهل للعرب أن يشرعوا في وقفة تطالب فيها اوربا بتسليم الإرهابيين التي لديها ؟!
فوقفة فرنسا لم تكن بريئة براءة الذئب من دم ابن يعقوب من بعض الدول فقد شاركت فيها إسرائيل زعيمة الإرهاب بقيادة نتنياهو وكأنها مضطهدة ومجني عليها فهي بين الحين والآخر تصطاد في الماء العكر فقد أظهرت حقدها الدفين تجاه المسلمين صبيحة المذبحة وقامت صحيفة معاريف و يدعوت أحرنوت بنشر الرسومات المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم بدلا من تغطية الحدث والوقوف على أسبابه راحت تشوه صورة الإسلام والنيل من الرسول الكريم
تعلمنا في مدارسنا العربية منذ نعومة أظافرنا أن من زرع حصد ومن جد وجد فالمجزرة التي تمت بواسطة الأخوان كواشي قد تم زرعهما في فرنسا حيث ترعرعا فيها وسبق أن سجن شريف كواشى فيها وفي أمريكا لارتكابه حوادث مماثلة إرهابية ورغم ذلك تم الإفراج عنه ورصدت تحركاته من قبل المخابرات الفرنسية والأمريكية حتى عندما تلقى تدريبات في اليمن في تنظيم القاعدة وعاد إلى فرنسا وما أن عاد بكت على اللبن المسكوب . إن هذه البضاعة ردت إليهم سالمة كما نضجت في حضن من احتواها واعتقد أنها ستصيب العرب في مقتل فحصدوا ما زرعوا .
إن دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح هو عمل أمني من الدرجة الأولى لكن هيهات هيهات أن أوربا تعي ذلك فهي لم تر إلا من تحت أقدامها معلقة التهم الجوفاء على المسلمين بين الحين والآخر فأول رد فعل قام به متطرفون أوربيون هو حرق المساجد ورميها بالمولوتوف. فلم يفطنوا أن أول من قتل في الجريدة هو حارسها المسلم الذي يدعى أحمد الرباط من أصول جزائرية. ولكن لا عجب من رؤية المتطرفين فهم لا يختلفون كثيرا عن ساستهم الذين يركبون رؤوسهم حيث ترنحت فلم يستفيدوا من تجربة مصر إلا عندما وقع الفأس في الرأس وجاءت الطوبة في المعطوبة ودارت الدائرة عليهم فقد غضبوا من مصر عندما قام الشعب المصري بتفويض رئيسه للحرب على الإرهاب مدعية حق التعبير والحرية
وبعد مرور سنة قامت فرنسا من غفلتها وقد وعت الدرس فقامت بنفس التفويض فأين حرية التعبير والحرية ؟!
أما بريطانيا فلابد أن تشاهد مسرحية (انتهى الدرس ياغبي) فلا يغرنها أساطيلها ولا قوتها واحتضانها للإرهابيين وإغداقها عليهم بالملايين فقد ينقلب السحر على الساحر .
ماشاء الله يا دكتور لم تفوت حدث والله العظيم مبدع
حياك الله يا دكتور انا كنت متابعك في الجزيرة
هذا المقال ممتاز الله يعطيك العافية
مقال رائع