أتساءل كثيراً لماذا يهرب الناس عن بيوتهم؟ لا أحد يستطيع أن يمضي ساعات طويلة في المنزل ماعدا ساعات النوم.
الكل يريد الهرب من هذا المنزل والذي كلفه الكثير، سواءً في مبلغ التملك أو الإيجار أو في قيمة الأثاث، كل ذلك لم يعد كافياً ليستقر هذا الإنسان في بيته.
الشوارع والمقاهي والاستراحات وحتى السيارات، نعم البعض أصبح يفضل البقاء والدوران في سيارته على البقاء في منزله !
ثمة أسباب متعددة وراء هذه الظاهرة.
وفقاً لمسح ظاهري على طبيعة هذه المنازل فهي لاتملك أدوات تساعد الناس على الجلوس وقتاً أطول في بيوتهم.
لامكتبة، لامصلى، لابرنامج عائلي يسيطر على فوضى النوم وتقلباته، ولا منهج ينظم فوضى الحديث بالأمور التافهة والمزعجة.
لم يعد هناك هدوءً ولا سكينة في هذه المنازل.
لم يعد هناك أطفالاً يمارسون لعب كرة القدم في المنزل كما كان في ماضي الزمان، ولم نعد نسمع تلك الأصوات والحماسات والتي عادة ماتكون بعد صلاة العصر أو العشاء.
قبل أيام تقابلت مع أحد الأصدقاء، فشرح لي معاناته في توزيع بطاقات الدعوة لزواجه، وذكر بأن الأمر أصبح ظاهرة تستحق الوقوف، فقد عانى صديقي من الأبواب المغلقة والمنازل الخالية.
لقد وصفت النملة في القرآن بيتها بالمسكن، فقالت “ادخلوا مساكنكم “، ونحن نقول يا أيها الناس: ادخلوا مساكنكم قبل أن تتحول إلى منازل لاتعرفونها إلا أول النهار أو في آخر الليل.
__________________________
الكاتب : بدر الحربي
@bdre262
صدقت يا أستاذ بدر. حتى أن بعضهم اصبح لا يطيق البقاء في مدينته أو بلده فهو يهيم بقدر المبلغ المالي الذي تعب في جمعه ثم يعود ليمارس هواته في ضياع الوقت خارج المنزل.
الله يصلح الحال.
مقال رائع يستحق القراءة وإعادة النظر في حالنا.
عزيزي الأستاذ بدر
إبداع في الاختيار وإبداع في المعالجة
سرك الله بما سطرت يوم تلقاه.
الله يرضى عليك فعلا مشكلة عويصة
الناس اللي نتواصز معهم بوسائل التواصل من اصدقاء ومعارف نتوق الى لقائهم فتجدنا لا اراديا خارج المنزل