تغطيات – المدينة :
تتضمن فكرة مشروع “درب السنة” محاولة اقتفاء خطوات الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام في رحلته شبه الأسبوعية بين مسجده الشريف في قلب المدينة المنورة النابض وبين مسجد قباء في طرفها الجنوبي حيث المسجد الأول الذي أسس على التقوى من أول يوم بعد وصول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وصاحبه أبي بكر الصديق من الهجرة الشريفة من مكة المكرمة.
وتتكون فكرة المشروع وتقوم على إزالة ما هو قائم من بناء خرساني منذ مدد طويلة بين المسجدين الأبرزين في المدينة المنورة ورصف الطريق للمشاة مع توفير الخدمات المساندة للزوار الذين يتنقلون بين هذين المعلمين اللذين تفصلهما قرابة الثلاثة كيلومترات في ظل ظروف أفضل وذلك في خضم المشروعات العملاقة بالمدينة المنورة التي تنفذها حكومة المملكة للإبقاء على الهوية الثقافية بمواصفات المدن العصرية وفق أعلى المستويات للمدن التاريخية.
ودخل مشروع “درب السّنة” والخدمات المساندة التي تقع في نطاق المشروع حيّز التنفيذ بعد أن اعتمده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – خلال زيارته الى المدينة المنورة.
ويهدف المشروع البالغ كلفته الاجمالية 10 مليارات ريال إلى إحياء سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في المشي بين المسجد النبوي الشريف ومسجد قباء التاريخي والذي سوف يساهم في رسم ملامح ثقافية وحضارية واقتصادية من خلال إنشاء المشروع.
كما أن المشروع خضع قبل اعتماده لعدد من الدراسات التي شارك فيها عدد من الجهات الحكومية المختصة ليكون أنموذجا يحمل الكثير من تاريخ المدينة المنورة.
ويمتد مشروع درب السنة من المسجد النبوي الشريف إلى منطقة مسجد قباء بطول٣ كيلومترات، وسيتضمن الخدمات المساندة التي تقع في نطاق المشروع وفقاً للدراسات والتصاميم التي قدمتها وزارة المالية وهيئة تطوير المدينة المنورة، وسيكون عرض مشروع درب السنة ٣٠٠ متر على طول الامتداد. كما يتضمن المشروع انشاء نحو خمس ساحات مختلفة وإعادة عدد من البوابات القديمة في المدينة المنورة بالاضافة الى الحفاظ على المسطحات الخضراء الداخلة في نطاق المشروع ومن المقرر ان يحاكي مشروع درب السنة والعناصر المرتبطة به النسيج العمراني التراثي والتاريخي للمدينة المنورة.
ويضم المشروع العملاق خمس ساحات مختلفة ابتداءً من بداية المشروع وحتى نهايته ويفصل بين كل ساحة وأخرى نحو٦٠ متراً كما ان كل ساحة سوف تشهد تصاميم مختلفة حيث تحاكي كل ساحة أنموذجًا عمرانيًا وتراثيا مختلفا يرتبط بالحضارة المدينية، كما أن لكل ساحة سوف تكون بوابة مستقلة تحاكي البوابات القديمة التي كانت تحيط بالمسجد النبوي الشريف، مثل «باب قباء» و»باب المصري» و»باب العنبرية» و»باب الشامي»، وستنتشر في الساحات عدد من المحال التجارية المتخصصة في بيع الأكلات الشعبية الشهيرة في المدينة المنورة والتي ستشكل موقعاً لاستراحة الزوار والمعتمرين سالكي درب السنة وسوف تحمل في تصاميمها رؤية بصرية تحاكي الترات والموروث المديني القديم.
كما أن إحدى الساحات الخمس سوف تكون مخصصة لنشر الموروث الثقافي الكبير الذي تملكه المدينة المنورة حيث من المتوقع ان تحتضن الساحة الثقافية مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية في المدينة المنورة، وهو المجمع الذي يجمع الكثير من الكتب والمخطوطات النادرة بالاضافة الى عدد كبير من المقتنيات التراثية والأثرية القديمة في المدينة المنورة.
كما ان ممر المشاة احد العناصر المهمة في مشروع درب السنة، سوف يشهد على طول الممر انشاء عدد كبير من المقاهي ذات الطابع العمراني المرتبط بتاريخ المدينة المنورة، بالاضافة الى مواقع مخصصة للتسوق ومواقع أخرى مخصصة لتقديم مختلف الأطعمة، كما ان منطقة التطوير الخاصة بالمشروع والبالغ عرضها ٣٠٠ متر سوف تشهد تشييد عدد من الفنادق العالمية.
ويشهد مشروع درب السنة إنشاء بنية تحتية ضخمة تضم داخلها أحد خطوط المترو المقرر تنفيذه في المدينة المنورة حيث سوف ينفذ خط المترو الثاني والذي يمتد من المسجد النبوي الشريف وحتى مسجد قباء بواقع٣ محطات رئيسة وتكون المحطة الاولى بالقرب من المسجد النبوي الشريف، حسب”المدينة, والمحطة الأخرى بعد مسافة كيلو ونصف من المحطة الأولى في الوقت الذي يكون موقع المحطة الثالثة بالقرب من مسجد قباء التاريخي.