تغطيات – جدة :
برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة ، وحضور معالي الأستاذ سليمان بن عبدالله الحمدان رئيس الهيئة العامة للطيران المدني رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية ، ومعالي الدكتور محمد بن إبراهيم التويجري الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية ، وسعادة المهندس صالح بن ناصر الجاسر مدير عام المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية رئيس الجمعية العامة للاتحاد العربي للنقل الجوي ، والسيد توني تايلر مدير عام الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) ، والرؤساء التنفيذيين لشركات الطيران العربية وشركاء الاتحاد انطلقت بمدينة جدة مساء اليوم الأحد 17 صفر 1437هـ الموافق 29 نوفمبر 2015م فعاليات الجمعية العمومية للاتحاد العربي للنقل الجوي (AACO) في دورتها الثامنة والأربعين والتي تتزامن مع احتفال الاتحاد بمرور خمسين عاما على تأسيسه بقرارٍ من مجلس وزراء النقل والمواصلات بجامعة الدول العربية عام 1965م .
وبدأت حفل افتتاح الفعاليات بآيٍ من الذكر الحكيم ، ثم ألقى المهندس صالح الجاسر مدير عام الخطوط السعودية ورئيس الجمعية ، كلمةً استهلها بالترحيب بالحضور والمشاركين في أعمال الجمعية العمومية للاتحاد العربي للنقل الجوي المنعقدة على أرض المملكة العربية السعودية ، موجهاً شكره لسمو مستشار خادم الحرمين الشريفين أمنير منطقة مكة المكرمة على رعايته الكريمة لهذه الفعاليات والتي ستكون نقطة انطلاقٍ جديدة في مسيرة الاتحاد العربي للنقل الجوي .
وقال الجاسر : “لقد قام الاتحاد العربي للنقل الجوي مُنذ تأسيسه قبل خمسين عاماً بدور حيوي في تعزيز التعاون بين شركات الطيران العربية وخدمة مصالحها والدفاع عن حقوقها وكان الاتحاد ـــ ولا يزال ـــ يُمثل الاطار الاستراتيجي الذي يجمع ويوحد جهود شركات الطيران العربية لمواجهة التحديات السريعة والمتلاحقة في صناعة النقل الجوي مؤكداً مكانته المتميزة بين المنظمات الدولية المماثلة في أنحاء العالم ، ولقد تَمثل هذا الدور الكبير في وضع آليات التفاوض مع الاتحاد الأوربي والمنظمات الدولية وإيجاد ثقل تفاوضي عربي إلى جانب التعاون في المشروعات المشتركة والتسويق والتجارة الالكترونية ونظم السلامة والصيانة وأمن الطيران والموارد البشرية والتدريب وغيرها ، بالإضافة إلى التنسيق المشترك فيما يتعلق بالإجراءات الدولية الخاصة بقضايا البيئة والانبعاثات الحرارية إلى غير ذلك من مجالات التعاون” .
وأشار الجاسر إلى أنه رغم الأحداث الإقليمية والأزمات الاقتصادية الدولية ، فقد حافظت منطقتنا العربية على مكانتها في تحقيق أكبر معدلات النمو في خدمات النقل الجوي على مستوى العالم إلى جانب أعلى معدل لاستثمار الطائرات الجديدة الأمر الذي يعكس التطور المتوقع في خدمات النقل الجوي في هذه المنطقة حالياً ومستقبلاً .
وتحدث الجاسر عن مسيرة الخطوط السعودية ومساهمتها في التنمية المباركة والمشاريع الكبرى في مختلف أنحاء المملكة وتقديم خدمات النقل الجوي بـمستويات عالية ، مشيراً إلى برنامج التحول والخطة الإستراتيجية للخمس سنوات القادمة والتي تهدف إلى مُضاعفة عدد طائرات الأسطول بما يخدم متطلباتها التشغيلية والتسويقية ويعزز من مكانتها بين شركات الطيران العالمية إلى جانب الارتقاء بمنظومة الخدمات الأرضية والجوية ، والتوسع في برامج التدريب والابتعاث لتوفير الكوادر البشرية الـموهَّلة في مختلف المجالات مع الوفاء بدورها الريادي في خدمة التنمية والسياحة في أنحاء المملكة إدراكاً لـِما تتميز به الـمملكة من إمكانات سياحية واعدة وآفاق تنمويِّة واسعة.
وقال الجاسر في ختام كلمته : “إن كُل نجاح يتحقق للخطوط السعودية وكذلك أي تطور في أي شركة طيران عربية عضو في الاتحاد العربي للنقل الجوِّي هو في حقيقة الأمر يُعد إضافةً جديدةً لمسيرة الاتحاد مؤكدين حرص الخطوط السعودية وشقيقاتها شركات الطيران العربية على دعم الاتحاد وتعزيز دوره الريادي ورصيده الوافر من الانجازات في خدمة الطيران العربي ، وأنا على ثقةِ تامة ، بأن جمعيتكم الموقرة ومن خلال اللجان المتخصصة وفرق وورش العمل والمعرض المُصاحب ومختلف الفعاليّات الـمصاحبة سوف تُشكل بعون الله محطة جديدة ورئيسية على طريق التعاون المتنامي بين شركات الطيران العربية وفي خدمة التنمية في بلداننا العربية وتسهيل حركة السفر لكافة أرجاء الـمعمورة ” .
تلا ذلك عرض فيلم وثائقي عن مسيرة الخطوط السعودية منذ انطلاقتها قبل سبعين عاماً ومراحل تطورها ودورها الفعّال ضمن منظومة الاتحاد العربي للنقل الجوي .
ثم ألقى الدكتور محمد التويجري كلمةً أكد فيها على أهمية هذا التجمع للمختصين والمهتمين بشؤون النقل العربي الذي يعد أحد روافد العمل العربي المشترك معبراً عن سروره بإقامة هذا التجمع على أرض المملكة العربية السعودية .
وتحدث الدكتور التويجري عن المتغيرات والتطورات العالمية المتسارعة في صناعة النقل الجوي وهو ما يستدعي بذل المزيد من الجهود ودفع أطر التعاون والتنسيق إلى مجالات أكثر رحابة واتساعاً .
وقال : “نحن نجتمع اليوم للاحتفال باليوبيل الذهبي للاتحاد العربي للنقل الجوي ، حيث قام خلال هذه الفترة بدعم وتوطيد علاقات التعاون المثمر والبناء بين كافة مؤسسات النقل الجوي العربي ، والحديث عن إنجازات الاتحاد كثيرة ومتعددة ، ولكن الاتحاد عمل بجد وفعالية في خدمة شركات الطيران العربية والدفاع عن مصالحها ودعم مسيرة المحافظة على معايير الأمن والسلامة ، فضلاً عن إطلاق المشاريع المشتركة بين الأعضاء وكذلك العمل على تطوير الموارد البشرية بمختلف مجالاتها وخدمة المسافر ضمن إطار الالتزام بقوانين المنافسة” .
ونوه الدكتور التويجري بإسهامات الاتحاد العربي للنقل الجوي في منظومة العمل العربي المشترك ودوره الفعّال على طريق تحقيق التكامل الاقتصادي العربي لاسيما بعد الانتهاء من إنجاز مرحلة هامة على هذا الطريق باكتمال منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى حيث أصبحت السلع العربية ذات المنشأ العربي تجوب أرجاء الوطن العربي دون رسوم جمركية مما ساهم بشكل كبير في تنمية التبادل التجاري العربي .
عقب ذلك ، ألقى الأمين العام للاتحاد العربي للنقل الجوي عبدالوهاب تفاحة كلمةً نوه خلالها بتميز هذه الدورة بتزامنها مع مرور سبعين عاماً على تأسيس الخطوط السعودية والاحتفال بمرور خمسين عاماً على تأسيس الاتحاد تحت مظلة جامعة الدول العربية .
وقال : “بعد قرار مجلس وزراء النقل والمواصلات العرب بتأسيس اتحادٍ يجمع بين شركات الطيران العربية، تنادت ثلاث عشرة شركة طيران عربية في اجتماع عُقد في القاهرة في مقرّ الجامعة العربية ، وكان من ضمنهم الخطوط السعودية ، حيث وقعت على اتفاقية انشاء الاتحاد العربي للنقل الجوي، ولولا هذه الخطوة التي قام بها الروّاد المؤسسين لما استطعنا أن نفخر اليوم بالتعاون العربي بين مؤسساتٍ اقتصادية أساسية في التنمية والتطوير ، وفي إيجاد فرص عمل وتقديم قيمة مضافة للبلدان العربية بربطها فيما بينها وربطها مع الغير” .
وأشار تفاحة إلى أن عدد مسافرين في العالم العربي تضاعف مراتٍ عدة وزاد من (3) مليون مسافر في العام 1965 إلى (185) مليون مسافر في العام 2015، ومن (13) شركة طيران تملك (86) طائرة في العام 1965 إلى (31) شركة طيران تملك (1,200) طائرة هي الأحدث في العالم، ومن (2.2) مليون مسافر في العام 1965 إلى (195) مليون مسافر في العام 2015، ومن مطارات عربية تعاملت مع (3) ملايين مسافر في العام 1965 إلى مطارات محورية عربية عالمية تعاملت مع (325) مليون مسافر في العام 2015.
وألقى معالي الأستاذ سليمان الحمدان كلمة تشرف في بدايتها ونيابةً عن الحضور والمشاركين ، أسمى آيات الشكر والامتنان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد ـــ أيدهم الله ـــ لاستضافة هذا المؤتمر الهام على أرض المملكة العربية السعودية في إطار حرص قيادتنا الرشيدة ـــ رعاها الله ـــ على دعم وتعزيز العمل العربي المشترك خدمةً لأبناء أمتنا العربية في الحاضر والمستقبل .
وعبر عن شكره وامتنانه لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة على تفضله برعاية هذا المؤتمر ، مُرحباً بالجميع في وطنهم الثاني ، المملكة العربية السعودية ، مُتمنياً لكم طيب الإقامة في عروس البحر الأحمر ، وأن يكون هذا المؤتمر بإذن الله ، إضافةً جديدة في سجل الاتحاد العربي للنقل الجوي الممتد على مدى نصف قرن من الزمان .
وقال الحمدان : “لقد كانت المملكة العربية السعودية من أوائل الدول العربية التي شاركت في تأسيس الاتحاد العربي للنقل الجوي انطلاقاً من رؤيتها وقناعتها بأن صناعة النقل الجوي هي بمثابة العصب الرئيسي للتنمية الإقتصادية والاجتماعية والثقافية في عالمنا العربي ، وما هذا المؤتمر الذي نَسعدُ جميعاً بافتتاحه اليوم إلا تأكيدٌ على سلامة هذا التوجه وحكمة القيادة الرشيدة لهذا الوطن المعطاء ، وإنه ليسعدني أن أُتابع معكم في هذه الأمسية المباركة ملامح مسيرة الاتحاد العربي ودوره الحيوي في تعزيز التعاون بين شركات الطيران العربية وحماية مصالحها وتطوير خدماتها لعشرات السنين الأمر الذي يُشعرنا جميعاً بالثقة والتفاؤل في مستقبل مشرق لصناعة النقل الجوي في عالمنا العربي” .
وأكد الحمدان حرص المملكة العربية السعودية على مواكبة كل جديد في صناعة النقل الجوي بما يتواكب مع ما تشهده المملكة من تنمية شاملة في كافة المجالات ، وبدأت قبل عقود ووفق خطط استراتيجية متتابعة ، الدخول بقوة وبشكل فاعل ومؤثر في عالم النقل الجوي الحديث .
وقال : “من خلال التوجيه السديد والدعم الكريم من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد ـــ أيدهم الله ـــ تتواصل الجهود الكبيرة في هذا المجال عبر تحديث البنية التحتية لمنظومة النقل الجوي بالمملكة ووفق أحدث النظم العالمية والتوسع في إنشاء المطارات الدولية والاقليمية والداخلية بهدف خدمة خطط التنمية وتلبية الطلب المتزايد على السفر جواً ، للسياحة وإنجاز الأعمال والتواصل الاجتماعي والتوجه نحو تشغيل المطارات بمفهوم اقتصادي حديث يتسم بالمرونة وحرية الحركة لتصبح مطاراتنا الجديدة مراكز جذب حضاري ونمو اقتصادي ومجال غير محدود للاستفادة من التقنية الحديثة على أوسع نطاق ، ولقد أثمر هذا الدعم الكريم في إحداث طفرة غير مسبوقة بمنظومة النقل الجوي بالمملكة حيث أن هناك برنامج تطوير شامل للمطارات الدولية والاقليمية والداخلية ، فقد تم على سبيل المثال إنجاز مطار الملك محمد بن عبدالعزيز الدولي الجديد بالمدينة المنورة بهدف تشغيل الرحلات الدولية المباشرة إلى طيبة الطيبة وخدمة (8) مليون مسافر من الحجاج والمعتمرين وزوار مدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام في مرحلته الأولى مع زيادة متوقعه إلى (18) مليون مسافر في المرحلة الثانية ، هذه الجهود المتواصلة سوف تُتوج قريباً بإذن الله ، باستكمال المرحلة الأولى لمطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد ، بوابة الحرمين الشريفين ، الذي يُعد واحداً من أكبر المطارات المحورية في المنطقة ويهدف لخدمة (40) مليون مسافر في مرحلته الأولى” .
وأكد الحمدان أن تطور خدمات النقل الجوي بالمملكة ترتبط بشكل وثيق مع أهداف المؤتمر وتُعد قيمةً مُضافة لاحتفال الاتحاد العربي للنقل الجوي باليوبيل الذهبي ، موجهاً شكره لأصحاب المعالي والسعادة رؤساء شركات الطيران العربية والأمين العام الأستاذ عبدالوهاب تفاحة وأعضاء فرق العمل من الاتحاد العربي والخطوط السعودية على جهودهم المتميزة في الاعداد لهذا المؤتمر الهام وللرعاة والشركات المُشاركة في المعرض المُصاحب .
بعد ذلك ، تم الاحتفال باليوبيل الذهبي للاتحاد العربي للنقل الجوي بمشاركة معالي الأستاذ سليمان الحمدان ومعالي الدكتور محمد التويجري والمهندس صالح الجاسر ومدير عام “آياتا” ورؤساء شركات الطيران العربية وضيوف المؤتمر من خبراء في صناعة النقل الجوي والشركات المصنِّعة وشركاء الاتحاد العربي للنقل الجوي .
وكانت فعاليات الجمعية العامة قد بدأت يوم أمس باجتماع الرؤساء التنفيذيين واجتماع اللجنة التنفيذية للاتحاد فيما تتواصل اليوم الفعاليات بجلسة العمل الرئيسية حول الالتزام بقوانين المنافسة ومنع الاحتكار ، وكلمة مدير عام الهيئة العربية للطيران المدني عن الموضوعات المشتركة بين الاتحاد والهيئة ، ثم كلمة المدير العام والرئيس التنفيذي بـ “آياتا” توني تايلر عن شؤون الصناعة ، ثم عرض خاص من قبل البروفيسور جيفري ليبمان عن مستقبل شركات الطيران العربية .. الفرص والتحديات .
وفي الجلسات المسائية ، يتم مناقشة تقرير اللجنة التنفيذية وتقارير رؤساء المجالس التوجيهية وفرق العمل ، ثم عرض خاص حول الرؤية المستقبلية لتطوير برنامج تحسين الحركة الجوية في الشرق الأوسط ، ثم مناقشة تقارير وتوصيات اللجان التنفيذية والتوصيات بشأن سياسة الاتحاد ، ثم يقام منتدى الطيران المشترك “كيف سيكون عليه عالم الطيران في الخمسة وعشرين سنة القادمة” ، ثم يقام المؤتمر الصحفي الختامي بحضور مدير عام الخطوط السعودية رئيس الدورة الحالية للاتحاد المهندس صالح الجاسر والأمين العام للاتحاد عبدالوهاب تفاحة .