تغطيات – الدمام – محمد الغامدي :
في سلسلة من النقاشات الكتابية لأعضاء مجموعة “إعلاميو الشرقية” وذلك في أهمية امتلاك الإعلامي مخزونًا ثقافيًا ولغويًا وأن الرسالة التي يجب إصالها للمتلقي يجب أن تكون سهولة وبعيداً عن التعقيدة الذي نراه في بعض مايكتب من صعوبات بالنسبة للمتلقي البسيط.
ويرى الإعلامي محمد العباد أن ثقافة الإعلامي هي أمرٌ ملزِم ، ومن المعيب لمن يحترم نفسه ومهنته أن يتصدّر المشهد الإعلامي غير مثقفين وقال أيضًا: المخزون الثقافي والعمل الإعلامي صنوان لايفترقان لمن يحترم هذه المهنة أولًا وينشد النجاح عن جدارة فيها، مؤكداً أن من أغراض الرسالة الإعلامية هي التثقيف والتوعية، وكذلك التسلية والتعليم ، وبث القيم التربوية، وهذه الأغراض بكافة تنوعها وتنوع جماهيرها، بل وتنوع الأسلوب الذي تقدَّم فيه للمتلقي ، لايمكن أن يصوغها وينقلها إلا من تلبّس الوعيُ الثقافي تفكيره وأدرك من المعلومات مايجعله قادرًا على إخراج المنتَج الإعلامي الذي يحقق الغرض المنشود من الرسالة الإعلامية.
وختم العباد قائلًا: بعضُ النتاج الإعلامي لايُحاكي المثقفين ، لكنه يجب أن يصدر من واعٍ مثقّف كالمادة الإعلامية الموجهة للطفل مثلاً.
وأكد الإعلامي إبراهيم الهويمل على أن إلمام الإعلامي للمعلومات العامة دليل وعيه واستدراكه لأهمية المهنة، حيث يستنتج لا إرادياً عند المقابلة الأولى للإعلامي ما مدى مخزونه الثقافي. وأضاف: يجب على الإعلامي “الناجح” التطوير من مهاراته وثقافته العامة مما ستساعده على الخروج بصورة لائقة ممثِلاً للإعلامي الناجح. وعن مصادر المعلومات قال: بلاشك أن مصادر امتلاك المعلومات كثيرة جداً، وكما للقراءة أهمية هناك مصدر آخر وهو نقل التجارب والخبرات يتم من خلالها تغذية المخرون المعلوماتي والثقافي.
وقال الإعلامي أحمد الغامدي أن امتلاك الإعلامي لكمية كبيرة من المعلومات العامة و إلمامه التام لها و بالمفردات و معانيها هو أمر ٌ هام و ليس مهم، وأنه يجب أن يتغير تعامل الإعلامي مع المعلومة من مرحلة الإعتقاد، إلى مرحلة التثبت والتأكد من المصادر المعنية، وعدم الإستعجال والقدرة على جلب المعلومة الصحيحة من الأهمية بمكان. وأضاف الغامدي: تكون المادة الإعلامية أكثر جودة و غنى عندما تكون مدعمة ( بالفيتامينات ) ونقصد بها دقة المعلومات واحترافيتها الممتزجة بالمهنية هنا نستطيع القول بأنها إيجابية، أما إذا كنّا نستخدم ( المكملات ) ونبتعد عن مقومات المخزون الثقافي و نرتجل الكتابة فهنا نستطيع القول بأن العمل سلبي .
وأضافت الإعلامية بدرية الجبر بأن المعلومات العامة والمفردات أصبحت متاحة للعامة، والإعلامي المميز يستطيع أن يحيك صياغتها لتخدم مادته، كما أنها انتقاء يعود لأخلاقياته الكتابية، وأن الثقافة تتحول إلى صناعة حين يصل الإعلامي لمرحلة التحليل والتوقع .
وفي ذات السياق قال الإعلامي عبدالرحمن الرياني أن الإعلامي المميز هو من يتميز بثقافة شاملة وبعد نظر ثاقب وحضور مُلفت، وأن حضور الإعلامي بلا ثقافة عامة لا يضيف أي جديد، واستمراره إجحاف بحق غيره من المثقفين، كما أن التحليل ( Analysis) هي الخاصية التي يتميز بها الإعلامي في نظرته للمتغيرات، ونحن هنا لسنا مستقبلين فقط، بل نحلل ونتوقع ونعطي القرار السديد. واستطرد الرياني حديثه قائلًا: البعض يستخدم العبارات العميقة والمتكلفة لتخطي أو تجاوز إمكانيات الضيف، وهي بداية سقوط المذيع لأن المبالغة في التقديم إذا لم تكن نابعة من تمكن ومهارة فهي دلالة على عقلية فارغة.
وأكد الإعلامي سعد ال بريك أنه لابد أن يملك الإعلامي عدة مقومات متفاوتة الأهمية، وقد يبدأ بامتلاكها مع الممارسة وصقل الموهبة واكتساب الخبرة، ومن أهمها الكارزما التي تفتح له باب الدخول، ثم موهبة الإلقاء والقدرة على الحديث الجاذب، ثم امتلاكه لمخزون لغوي جيد يسهل عليه عملية التواصل والإيصال، كذلك امتلاكة لمعلومات عامة تعزز ثقته في العمل الإعلامي
وذكر الإعلامي عبدالعزيز إبراهيم أنه لابد من أن يكون الاعلامي دائم الاطلاع والمدارك بكل شي وأن تكون افقه واسعة، وهذا سيمنحه التميز إضافة إلى قدرة الإعلامي الناجح إلى استحضار مخزونه الثقافي في المادة أو اللقاء بعيداً عن الرتابة في طرح الأسئلة التقليدية والتحضير والإلمام بالموضوع قبل البدء في طرحه. وفيما يخص استخدام العبارات العربية العميقة قال: يكون استخدامها ايجابيا عندما يخدم المادة الإعلامية والموضوع، ولا ينساق بالمادة إلى أمور ثانوية تخرجه عن الموضوع الرئيسي، كما أن الإضافة الإيجابية تكون بتناول الموضوع المطروح بكل جوانبه مقترنا بالأرقام والأحداث بالسابق.
كما يرى الإعلامي عبدالعزيز بوهميل أن مصادر المعلومات متعددة لكن كمخزون ثقافي، وقال أيضً: يفضل أن يتم التأكد من مصدر المعلومة خصوصا في ظل الفوضى الموجودة من خلال الانترنت، كما أن التحليل يجب أن يكون بعد النظر في المواضيع من جميع الجوانب ومعرفة المعلومات المتعلقة بهذا الموضوع سواء بشكل مباشر أو غير مباشر
وذكرت الإعلامية هدى الغامدي أنه لابد أن يكون الإعلامي الناجح قاريء نهم من الدرجة الأولى، ومطلع على كل العلوم والثقافات حوله وحتى وإن كانت تلك المعلومات ليست من المعلومات المحببة له، لأنه لا يعلم متى تضعه الظروف ويستدعي تلك المعلومات. في وقتنا الحاضر تتعدت مصادر المعلومات مثل وسائل التواصل الإجتماعي جميعها دون استثناء، الكتب، الصحف، التلفزيون، قوقل وحتى الناس أصبحوا مصادر للمعلومات، والأهم من ذلك هو تحري الدقة والمصداقية وعدم نقل أي خبر إلا بعد التأكد من صحته
وعن تحديث المعلومات قالت: من المخجل أن يحتفظ الإعلامي بمعلومة دون متابعة تطوراتها وهذا يعود بنا للنقطة الأولى وهي أهمية الثقافة والقراءة ومتابعة المستجدات دوما،
ومن ناحية سلبية توظيف المخزون الثقافي قالت: يكون التوظيف سلبياً عندما يستخدم الإعلامي المادة في غير وقتها وفي غير مكانها ومع الناس الخطأ، عندها يصبح هدراً للوقت وتوظيف في غير محله وقد يؤدي لنتائج عكسية.
وعددت الإعلامية سمية الخير مصادر تغذية المخزون الثقافي واللغوي للإعلامي وقالت: الإعلامي أيا كان تخصصه لابد من شمولية ثقافته والمامه بكل ما يحدث حوله وبالضرورة لابد من ذخيرة معرفيه جيدة في الحد الأدنى لما سبق جيله من علوم مختلفة، ولا بد أن تكون مصادر الثقافة متعددة، مثل الكتب لا بد أن يكون لها من نصيب وافر من اطلاعه، كذلك الشبكة العنكبوتية وما تقدمه من وسائل الاتصال الحديثة وبرامج وتطبيقات، أيضًا المجتمع حوله وما يدور فيه وهذا أصبح متأثرا ومؤثرا بوسائل التواصل، فإذا لم يجدد مصادره بشكل متطور ومبدع سيظل ما يطرح في الإعلام معاداً ومكرراً
وأكدت الخير على أهمية تحديث المعلومات ومتابعة كل المتغيرات حيث قالت: العالم من حولنا متغير ومتحرك خاصة الإعلام السياسي، ومتابعة المواقف المتضادة تساعد المحللين في إظهار الحقائق التي يحتاجها الجمهور، والإعلامي البارع هو الذي يدور ويتابع بعين يقظة لكل ما حوله، كما أن توظيف المخزون يكون سلبيا حينما يستطرد الاعلامي في شرح معلومات لا تحتاجها المادة التي بين يديه مثل زيادة المقدمة أو الخاتمة في تقرير مكتوب، او استهلاك الوقت في شرح المذيع في مادة مرئية بحيث يمل المتلقي غير المتخصص، ويشعر بالتخمة المعرفية
وأضافت أيضًا: تتحول الثقافة إلي صناعة حينما يحدث تراكم معرفي رصيده الأساسي القراءات الواسعة والعميقة مضافا إليه الخبرات الحياتية والعملية المتنوعة، وأبرز مثال على ذلك هو والروائي أو الكاتب الذي لا يقدم لنا أي جديد مالم يكن لديه حصيلة تراكمية ومعرفية تمتد إلى سنوات طويلة من الاطلاع،وهنا تتحول ثقافته إلى صناعة جديدة ممثلة في إنتاجه الأدبي الجديد
وعبّر الإعلامي محمد الغامدي عن وجهة نظرة تجاه تكلف المذيع أو الإعلامي بشكل عام في استخدامه للعبارات العميقة والأسلوب المبالغ فيه حيث قال: من وجهة نظري أنها منفرة، لأنك لا تخاطب فقط المثقفين بالمجتمع بل جميع شرائح المجتمع، ويجب أن تصل رسالتك المراد تمريرها بكل سهولة، لا بتعقيد المفردات ولا بالفلسفة التي قد لا يفهمها غير من يجيدها.