تغطيات – الرياض :
تستعد الشركة السعودية للكهرباء، الأسبوع القادم، للاحتفال بتخريج قرابة 3000 من الكوادر الوطنية الفنية المتخصصة في مجال صناعة الطاقة الكهربائية، وذلك بعد إكمال دراستهم وتدريباتهم التقنية والفنية في معاهد الشركة المختلفة بمناطق المملكة، بهدف تطوير مهارتهم وتزويدهم بالخبرات الحديثة وفقاً لتخصصاتهم المتنوعة في مجال الطاقة الكهربائية.
وكانت الشركة قد نجحت في رفع نسبة توطين الوظائف لديها إلى نحو 90% من إجمالي كوادرها في جميع مواقع العمل بالمملكة، وذلك من خلال تطبيق عدد من المعايير والإجراءات الخاصة بتوظيف وتدريب وتطوير الكفاءات الوطنية في كافة قطاعات العمل الفنية والإدارية، حيث تعمل الشركة كل عام على استيعاب الآلاف من الكوادر الوطنية من خريجي معاهد التدريب المتخصصة التابعة لها، بالإضافة إلى توظيف عدد كبير من خريجي الجامعات وإلحاقهم ببرنامج “تأهيل” لتطوير قدراتهم العلمية والعملية والتقنية.
وذكر تقرير صادر مُؤخراً من الشركة السعودية للكهرباء أن الخطط والإجراءات التي طبقتها الشركة خلال الأعوام الماضية في مجال توطين الوظائف وتنمية مواردها البشرية ساهمت في الارتقاء بمستوى الأداء ورفع كفاءة الإنتاجية للكوادر الوطنية، حيث بلغ عدد المهندسين والفنيين السعوديين الذين يقودون المنظومة الكهربائية بالشركة أكثر من 23 ألفاً، في ظل ارتفاع حجم مشاركات الكوادر بالدورات التدريبية والتطويرية التي تنظمها الشركة لتصل إلى 69,378 مشاركة خلال العام الماضي، لا سيما وأن الشركة مهتمة بتطوير الموظفين وتخطيط مساراتهم الوظيفية بما يرفع ويضمن كفاءتهم في إدارة وتشغيل كافة مواقع العمل وتولي جميع المناصب بالشركة.
من جانبه، قال الأستاذ عبدالرحمن بن محمد العبيد، نائب الرئيس الأعلى للموارد البشرية بالشركة السعودية للكهرباء، إن الكوادر الوطنية الشابة التي سوف يتم الاحتفال بتخريجها الفترة القادمة سوف تساهم مع زملائهم على رأس العمل في رفع نسبة توطين الوظائف على حساب العمالة الوافدة، خاصة بعد أن وصلت نسبة التوطين بالشركة إلى نحو 90% كأحد ثمرات برنامج التحول الاستراتيجي الذي أطلقته الشركة قبل ثلاث سنوات، خاصة وأن مبادرات البرنامج ركزت بشكل رئيسي على العناصر البشرية باعتبارها “الأصول الأغلى لدى الشركة”، وعملت على استقطاب الكفاءات المهنية الفنية والإدارية عن طريق برامج إدارة القادة والمواهب، لتصبح الشركة واحدة من أهم الجهات الجاذبة للمواهب في المملكة، بالإضافة إلى تبني الشركة السعودية للكهرباء عدد من البرامج التحفيزية والإبداعية، والتي من بينها زيادة مكافآت متميزي الأداء عن طريق الوفر المالي المتحقق جراء الأفكار الإبداعية.
وأضاف: “البرامج الإبداعية ودعم المواهب في مجال الموارد البشرية ساهمت في تحقيق إنجازات ووفر مالي كبير للشركة، وذلك من خلال تبني الأفكار والمقترحات الإبداعية وفتح قنوات تواصل مع كافة كوادر الشركة بجميع مناطق المملكة لتقديم ما لديهم من أفكار في مجال عملهم، وهو ما أدى إلى تطبيق عدد كبير من الأفكار والابتكارات بشكل عملي بعد أن وصل عدد الأفكار المقدمة من قبل الموظفين إلى 2849، فيما تم تشكيل 212 فريق تحسين ببرامج الجودة الشاملة خلال عام 2016م الماضي”.
وكشف نائب الرئيس الأعلى للموارد البشرية بالسعودية للكهرباء عن أن الشركة ماضية في تنفيذ مزيد من الإجراءات الخاصة بتدريب وتطوير الكفاءات الوطنية بهدف رفع نسبة التوطين إلى أعلى مستوياتها بكافة مواقع العمل، مؤكداً أن العديد من محطات التوليد يتم إدارتها وتشغيلها بشكل كامل من قبل كوادر وكفاءات وطنية ذات تدريب عالمي، وأن المهندسين والفنيين السعوديين الذين يبلغ عددهم أكثر من 23 ألفاً يتم تدريبهم وابتعاثهم محلياً وخارجياً، ليس فقط لإدارة وتشغيل محطات ومعدات ومنشآت الشركة، بل لنقل الخبرات الحديثة في مجال الطاقة الكهربائية إلى المملكة، وأن “السعودية للكهرباء” تعمل على تحفيز وشحذ همم كوادرها وجعلهم قادرين على الارتقاء بمستوى الأداء ورفع كفاءة الإنتاجية وتعزيز قدراتها ومكانتها.
وحول إنجازات سياسة وبرامج التدريب بالشركة، أفاد العبيد بأن المركز التنفيذي لتطوير القياديين التابع للشركة تم تصنيفه ضمن أفضل 4 مراكز تدريب في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يعزز من جودة مخرجاته وتطوير القيادات والكفاءات، بل يتيح الاستفادة من خدماته التدريبية للشركات والمؤسسات الوطنية الأخرى بالمملكة، وأن عام 2016م الماضي شهد تنظيم برامج لإلحاق الموظفين بدورات داخلية وخارجية؛ فيما بلغ إجمالي المشاركات بالدورات التطويرية القصيرة (69,378) مشاركة.
وختم العبيد تصريحاته بنموذج لقدرة الكوادر الوطنية على تشغيل واحدة من أكثر محطات توليد الطاقة الكهربائية كفاءة في العالم، وهي محطة القرية المركبة، والتي يتم إدارتها وتشغيلها بأيدي خبراء ومهندسين وفنيين سعوديين بنسبة مئوية تصل إلى 84 % من إجمالي فريق العمل، وأنه سيتم خلال الثلاث سنوات القادمة إعادة هيكلة هذا الفريق ليصبح من الكوادر والكفاءات السعودية بالكامل، مؤكداً أن الخبراء والمهندسين السعوديين نجحوا في الوصول بالمحطة إلى تحقيق أرقام قياسية سواء فيما يتعلق بالكفاءة التشغيلية أو بتوفير الوقود المكافئ واستخدام أحدث التقنيات في مجال توليد الطاقة الكهربائية بنظام الدورة المركبة.