تغطيات – الرياض:
أطلق المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، اليوم التقرير الخاص بالخدمات الإنسانية والصحية التي قدمتها السعودية للمصابين اليمنيين ومرافقيهم وذويهم داخل السعودية وخارجها، بحضور وزير الإدارة المحلية اليمني رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبدالرقيب فتح ووزير الصحة اليمني عضو اللجنة العليا للإغاثة الدكتور ناصر باعوم.
وبُدئ الحفل المعد للمناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز الدكتور عبدالله الربيعة كلمة، قال فيها: يسعدني أن أشارككم هذه الليلة حفل إطلاق أحد المشاريع الإنسانية التي دأبت السعودية على تبنيها تماشيًا مع تعاليم ديننا الحنيف الذي يأمرنا بإغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، ثم توجيهات قائد مسيرتنا وراعي نهضتنا ورجل الإغاثة الأول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله ورعاه -. في هذه الليلة السعيدة نحتفل بإطلاق تقرير المساعدات المقدمة للجرحى اليمنيين ومرافقيهم وذويهم داخل السعودية وخارجها، الذي يجسد بحق ريادة هذا الوطن الغالي للعمل الإغاثي والإنساني بشكل عام، ولليمن وشعبه بشكل خاص.
وأضاف: لقد جاءت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ونائب خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي ولي العهد حفظهم الله منذ انطلاق هذا المركز الشامخ (مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية) بإعطاء اليمن وشعبه الاهتمام الكبير، والعمل على تخفيف معاناته، ودعم مواطنيه بشتى أطيافه ومناطقه ومحافظاته بكل حيادية ومهنية؛ وهو ما حدا بهذا المركز أن يضع السعودية الدولة الأولى في تقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية لليمن الشقيق لعام 2015م. ونؤكد للعالم أننا وطن سلم وسلام، ودولة خير وعطاء، وأن السعودية تقف دائمًا في صف الشعب اليمني وأمنه واستقراره ضمن القرارات الدولية والعربية والخليجية.
واستطرد: ونحن بصدد إطلاق هذا التقرير فإن العمل مستمر والدعم متواصل ليلاً ونهارًا لتخفيف معاناة الشعب اليمني وتضميد جراحه. فلقد وصل عدد الجرحى الذين تم علاجهم من الإخوة اليمنيين 3426 جريحًا ومصابًا، تم علاجهم بمستشفيات المملكة العربية السعودية والأردن والسودان على حساب المركز، كما تم التوقيع مع خمسة مستشفيات خاصة بعدن وتعز لعلاج الجرحى والمصابين بتمويل من المركز، وقدمت مستشفيات السعودية العلاج لأكثر من 47 ألف مريض ومصاب من النازحين اليمنيين، كما قام المركز بإعادة تأهيل ودعم أكثر من 61 مرفقًا صحيًّا باليمن بطريقة مباشرة، أو من خلال منظمة الصحة العالمية أو منظمة اليونيسيف، بما في ذلك برامج مخصصة لصحة الطفل والأم، وتقديم التطعيمات الأساسية؛ إذ حرص المركز على دعم أكثر من 42 مرفقًا صحيًّا باليمن بالوقود لضمان سير العمل، والمحافظة على سلامة المرضى.
وأضاف: إن توجيهات خادم الحرمين الشريفين لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية كانت تؤكد العمل بكل حيادية، ودون أي دوافع أخرى، وتطبيق مبادئ القانون الإنساني الدولي؛ لذا فإن المركز كما أعاد تأهيل مستشفيات الثورة بعدن ومأرب فإنه قام بدعم مستشفى السلام بصعدة ومستشفى حجة بحجة، وغيرها كثير في كل مناطق اليمن شرقًا وغربًا وشمالاً وجنوبًا؛ لأن السعودية حريصة على كل فئات الشعب اليمني الشقيق، وتربطنا بهم أواصر الأخوة والمحبة والدين والجوار. مؤكدًا حرص المركز على الاهتمام بالمرضى بشتى أنواعهم، وركز على مرضى الفشل الكلوي والسرطان وغيرهما من الأمراض الخطرة في ظروف اليمن الصعبة.
وأفاد الدكتور الربيعة بأن المركز بالتعاون مع قوات التحالف والجهات المختصة لم يقف مكتوف الأيدي تجاه الحصار غير الإنساني على تعز، بل بادر بعمل إبداعي بكسر الحصار عن طريق الإسقاط الجوي للأدوية والمستلزمات الطبية، وقام بنقل أسطوانات الأكسجين على ظهور الدواب؛ لإنقاذ حياة الشيوخ والأطفال والأمهات تأكيدًا لجدية العمل الإنساني؛ إذ وصل حجم البرامج الصحية التي قدمت حتى اليوم أكثر من 31 برنامجًا، استفاد منها 16.645.251 من الشعب اليمني، وشارك في تنفذيها أربعون شريكًا من الأمم المتحدة والشركاء المحليين واليمنيين.
ورفع الدكتور عبدالله الربيعة الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين ولنائب خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي ولي العهد حفظهم الله على دعمهم وتوجيهاتهم السديدة، وإلى وزارات: الداخلية، الدفاع، الصحة والثقافة والإعلام، والجهات المختصة؛ لدعمهم ومساندتهم في هذه البرامج المهمة، وكذلك شركاؤنا من منظمات الأمم المتحدة ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات المحلية السعودية واليمنية، والشركاء الدوليون، وبالأخص اللجنة العليا للإغاثة ووزارة الصحة اليمنية.. وقال: لن أنسى ريادة وتفاني زملائي منسوبي مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذين كانوا نموذجًا يحتذى به في المهنية والإنجاز.
بعد ذلك ألقى وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة اليمني كلمة، رفع فيها الشكر الجزيل لخادم الحرمين الشريفين ولنائب خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي ولي العهد – حفظهم الله – على موقفهم الداعم لليمن وشعبه ونصرته، والشكر لقيادة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وفي مقدمتهم الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، على الدور الرائد المتميز في إغاثة الشعب اليمني في جميع المجالات الإنسانية والغذائية والصحية والبيئية والمياه، وكذلك المجالات التعليمية، وإيواء النازحين، وتوفير الإقامة المناسبة التي تحفظ كرامتهم.
وقال: تمت معالجة الجرحى اليمنيين، سواء كانوا في السعودية أو الذين تم إرسالهم للأردن والسودان بتمويل من المركز، أو الجرحى الذي عولجوا بالداخل اليمني في المستشفيات الخاصة التي تعاقد معها المركز، وكذلك المستشفيات العامة التي تم تأهيلها من قِبل المركز أيضًا، مثل مستشفى الجمهورية بعدن ومستشفى مأرب، إضافة إلى ما تم إرساله من مواد طبية وأدوية إلى معظم المستشفيات باليمن، وكذلك ما تم إرساله من المواد الغذائية إلى جميع محافظات اليمن، والقيام بفك الحصار عن تعز بالإنزال الجوي للمواد والسلال الغذائية.
وأضاف: هناك 82 قصة نجاح للمشاريع الإنسانية بشكل حيادي، والمركز يقدم خدماته لجميع أرجاء اليمن؛ إذ أعاد 18 ألف عالق يمني، وأنشأ 300 وحدة سكنية في جيبوتي، إضافة إلى مشاريع الإنماء والزراعة.. فهو مؤسسة إغاثية ومفخرة إنسانية. و70 في المائة من الإغاثة لليمن تقدم عن طريق المركز. واصفًا السعودية بالممول الأول للإغاثة في العالم.
ورفع وزير الصحة العامة والسكان اليمني الدكتور ناصر باعوم – باسمه واسم الحكومة والشعب اليمني – الشكر الجزيل لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – وحكومته على ما بذلوه من نصرة لإخوانهم اليمنيين، وكذلك الشكر لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية على الدور الإغاثي والإنساني الرائد والمتميز للمركز، وقيامه بإغاثة المحتاجين من الشعب اليمني؛ إذ قام بعلاج الجرحى اليمنيين في الأردن والسودان، إضافة إلى معالجة الجرحى داخليًّا عن طريق المستشفيات التي تم التعاقد معها، إضافة إلى معالجة الجرحى اليمنيين، سواء كانوا في السعودية أو الذين تم إرسالهم للأردن والسودان بتمويل من المركز، أو الجرحى الذين قُدمت لهم الرعاية الطبية والصحية، أو ممن قُدم لهم العلاج بالداخل اليمني في المستشفيات الخاصة التي تعاقد معها المركز، وكذلك المستشفيات العامة التي تم تأهيلها من قِبل المركز، مثل مستشفى الجمهورية بعدن ومستشفى مأرب، إضافة إلى ما تم إرساله من مواد طبية وأدوية إلى معظم المستشفيات باليمن.
كما تطرق إلى الخدمات الإنسانية والإغاثية التي حظيت بها الأمهات الحوامل من الرعاية الصحية، والاهتمام بالأطفال الذين قُدم لهم العلاج والتطعيمات واللقاحات والتحصينات الأساسية ومكافحة الجفاف، وكذلك مكافحة حمى الضنك، وتحسين الرعاية الصحية عن طريق منظمتي اليونيسيف والصحة العالمية.
تلا ذلك عرض فيلم وثائقي عما قدمه المركز للمصابين اليمنيين من خدمات إنسانية وصحية.
أعقبه ندوة، أكد خلالها وزير الصحة اليمني أن المركز عمل منذ اليوم الأول على دعم الجوانب الطبية والصحية، وهيأ المستشفيات والمراكز الطبية والصحية، وعمل بكل حياد في تقديم الخدمة في أرجاء اليمن.
وأكد رضوان نويصر، ممثل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا في الشرق الأوسط، أن المركز في تنسيق دائم ومستمر مع المكتب، ويعمل بحياد تام، وليست له أي اعتبارات سياسية، ويقدم الخدمة على أكمل وجه. فيما عبَّر الجريح إيهاب سيف عن سعادته بالرعاية التي حظي بها من المركز، وقيام المركز بعلاجه في الأردن، ومعه والمصابون اليمنيون الذين تلقوا العلاج على نفقة المركز، وتكفلهم بالعلاج والسكن والمتابعة.
فيما أوضح مدير المساعدات الطبية والبيئية في المركز سليمان بن أحمد الشريع أن المركز قام بدعم الداخل اليمني بالأجهزة الطبية والمستلزمات والمحاليل للغسيل الكلوي والأدوية النوعية ومراكز السرطان في الجمهورية اليمنية وخارجها؛ لاستقبال حالات السرطان جميعًا، إضافة إلى أن المركز قام بالتعاون مع الداخل اليمني ممثلاً بالمستشفيات الخاصة لعلاج حالات اليمنيين. كما نجح المركز بالتعاون مع اللجنة العليا للإغاثة في تخفيض الحالات النوعية فقط؛ إذ تم توفير ذلك. وقام المركز بالتعاون مع الهلال الأحمر الأردني والسوداني في هذا الخصوص.
وبيَّن أن المركز لديه خطط استراتيجية لدعم البنية التحتية، وتقديم جميع الخدمات الطبية؛ إذ وقَّع الدكتور الربيعة إنشاء مركز الأطراف الصناعية الأسبوع الماضي داخل اليمن، إضافة إلى المشاريع المنفذة حاليًا، ونفذ 31 برنامجًا خلال 11 شهرًا داخل اليمن وخارجه، إضافة إلى 40 شريكًا في الداخل والخارج و128 مليون دولار قيمة المشاريع بالداخل.
وقد عبّر رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور بندر بن محمد العيبان عن سعادته بالحضور، وقال: لقد سعدت هذا اليوم بالمشاركة بمناسبة إنسانية مميزة، أقامها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وذلك بإطلاقه التقرير الخاص ببرنامج علاج المصابين اليمنيين، وإعادة تأهيلهم، الذين بلغ عددهم أكثر من 3500 جريح ومصاب من مختلف المناطق اليمنية، بوصفه أحد البرامج الإنسانية المتعددة التي ينفذها المركز، التي تجاوزت أكثر من 88 برنامجًا مختلفًا لليمن فقط، شملت كل أرجاء اليمن بلا استثناء، بدعم مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ونائب خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي ولي العهد يحفظهم الله ـ، وبقيادة قديرة متمثلة في الدكتور عبدالله بن الربيعة، المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز، محاطًا بكوادر وطنية مميزة ومختصة بالجوانب الإنسانية والإغاثية.
واستطرد الدكتور العيبان: ما أثلج الصدر هو مستوى الحيادية والاحترافية بتنفيذ هذه البرامج، والمبادئ الإنسانية التي ترتكز عليها أعمال المركز. وما الإشادات التي تلقاها المركز هذه الليلة من جهات دولية عدة، ومنها أبرز منظمات الأمم المتحدة، وكذلك من الأشقاء اليمنيين على اختلاف انتماءاتهم، إلا تأكيد على المستوى الإنساني المشرف للمملكة العربية السعودية التي تعكس مثل هذه النجاحات والروح الحقيقية لهذا الوطن حكومة وشعبًا.
وسأل الدكتور العيبان الله تعالى أن يحفظ هذا الوطن بأيدي رجاله المخلصين، وبكل عمل خيِّر يقدَّم لإغاثة المحتاج والملهوف في كل أصقاع الأرض تأكيدًا لمنهج هذا البلد الكريم.
وأوضح المدير العام لمكتب رئيس الوزراء اليمني الدكتور عمر مجلي أن مركز الملك سلمان حقق جهودًا إنسانية في المجال الإغاثي والصحي والغذائي بشكل متساوٍ لجميع أنحاء الجمهورية اليمنية، مبينًا أن المركز صاحب الريادة في الأعمال الإنسانية قبل الأعمال العسكرية في البلاد؛ إذ يمثل المركز سياسة السعودية، ويحظى بتقدير كل اليمنيين والمنظمات الدولية. مقدمًا شكره للمركز على ما يقدمه من جهود عظيمة.
فيما عدَّ وزير الإعلام اليمني، الدكتور محمد عبدالمجيد قباطي، مركز الملك سلمان في صدارة المراكز الإغاثية في العالم، وأن ما شاهدناه وما رأيناه يبشر بخير للعالم.
وقال: إن المركز الذي يحمل اسم الملك سلمان يعزز التوجُّه التاريخي الذي عملت عليه السعودية منذ تأسيسها في مجال الإغاثة والأعمال الإنسانية، ودعم أشقائها من المسلمين والعرب، ودعم الإنسانية جميعها. ونحن باليمن نقدم له الشكر والعرفان، ولحكومة السعودية.
وقد أُقيم معرض مصوَّر، حضره عدد كبير من المهتمين والمسؤولين بالجانب الإغاثي والإنساني.
حضر الحفل المدير العام للشؤون الدولية والإغاثية بهيئة الهلال الأحمر الأمير عبدالله بن فيصل، والمشرف العام على مبادرة (نلبي النداء) الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز.