تغطيات – جدة :
بدأت اليوم بمقر منظمة التعاون الإسلامي بجدة أعمال الاجتماع الوزاراي الإستثنائي لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي ، بطلبٍ من المملكةِ العربيةِ السعودية ، في أعقابِ الاقتحامات التي طالتْ بعثاتِها الدبلوماسيةَ في مدينتي طهرانَ ومشهد بالجمهوريةِ الإسلاميةِ الإيرانية ، وقد شارك في أعمال الاجتماع 37 دولة من دول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي.
وجدد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ، وزير الخارجية الكويتي ، رئيس الإجتماع ، في بداية الإجتماع الدعم والتأييد لجهود المملكة العربية السعودية الشقيقة ، في كل الإجراءات التي أتخذتها لمكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه ، وأياَ كانت مصادره ودوافعه .
وطالب إيران الاضطلاع بمسؤولياتها في توفير كل أوجه الضمانات لحماية البعثات الدبلوماسية الموجودة على أراضيها ، والالتزام بمجمل القوانين الإقليمية والدولية ، لا سيما إتفاقية فيينا لعام 1961م بشأن العلاقات الدوبلوماسية ، وإتفاقية فيينا لعام 1963م وخاصة بالعلاقات القنصلية اللتان تلزمان الدول باتخاذ كل الخطوات اللازمة لحماية البعثات الدبلوماسية التي تستضيفها .
وأوضح أن تجاوب 37 دولة من دول الأعضاء لهذه الدعوة ومستوى التمثيل العالي الذي نشهده في هذا الإجتماع ، يعكس بشكل واضح الأهمية التي توليها الدول الأعضاء لهذا الأمر المهم ، مؤملا أن يخرج الاجتماع بنتائج تحسننا .
من جهته قال أمين عام منظمة التعاون الإسلامي الأستاذ إياد بن أمين مدني في كلمته : إن ما تعرضتْ لهُ المقراتُ الدبلوماسيةُ السعوديةُ من أعمالٍ، ينافي الضوابطَ والممارساتِ الدبلوماسيةَ ، كما أقـرَّتـْـها معاهدتا فيينا الدبلوماسيةُ والقنصليةُ وما يرتبطُ بهما من مواثيق وقراراتٍ أممية ، مؤكداً أنَّ التدخُّلَ في شؤونِ أيِّ دولةٍ من الدُّوَلِ الأعضاءِ من شأنِه أن يُخِلَّ بمقتضياتِ ميثاقِ منظمتِنا الذي التزمنا بكل فصوله ومبادئه، الذي يَنصُّ في فقرتِه العشرين على “التقيد الصارم بمبدأِ عدمِ التدخلِ في الشؤونِ التي تندرجُ أساساً ضِمْنَ نطاقِ التشريعاتِ الداخليةِ لأيَّـةِ دولة”، واحترام سيادة وإستقلال ووحدة كل دولة عضو.
وأوضحِ معاليه أنَّ إستمرارَ تأزم العلاقاتِ بين بعضِ دُوَلِ أعضاءِ منظمة التعاون الإسلامي ، يُسهِمُ في تعميقِ الشروخِ في الكيانِ السياسي الإسلامي، ويُكرّسُ الاصطفافاتِ السياسيةَ ، أو المذهبيةَ التي تُبعِدُنا عن التصدي الفعّالِ للتحدياتِ الحقيقيةِ التي تهدِّدُ مصيرَ دُوَلِنا الأعضاء وشُعُوبِها ، لافتاً إلى أن ما حدثَ خلالَ الأسابيعِ القليلةِ الماضيةِ من عملياتٍ إرهابيةٍ بشعةٍ أستهدفتْ عدداً من دُوَلِ أعضاءِ المنظمة ، في باكستانَ وأفغانستانَ وتركيا وإندونيسيا وبوركينا فاسو وليبيا والكاميرون ومالي ، وما يقع بوتيرة لا تنقطع من قهرٍ واضطهادٍ لإخواننا على التراب الفلسطيني، يدعونا للمزيدِ من التنسيقِ والتعاونِ في إطارِ مقاربةٍ إسلاميةٍ جماعيةٍ تنأى عن الحساباتِ والـمُـزايداتِ الضيقةِ ، ما تُمكِّننا من إستئصالِ آفةِ التطرُّفِ والإرهابِ ومعالجةِ مسبِّـبـاتِها وأبعادِها المختلفةِ بشكلٍ جذري ، ومن مواجهة الممارسات العنصرية الإسرائيلية، ومن الالتفات إلى تحدياتِ ومتطلباتٍ التنمية الاقتصادية، والبناء السياسي، والبحث العلمي، وفتح آفاق الفعل الثقافي، وبث الأمل والتفاؤل أمام أجيالنا الشابّة التي تشكل غالبية مجتمعاتنا.
وقال معالي أمين عام المنظمة إن ما يبعثُ على الأسفِ أنَّ واقعَ الانقسامِ الإسلامي والخلافاتِ البينيةِ المزمنةِ يؤثرُ سلباً على أداءِ منظمةِ التعاوُنِ الإسلامي ويُضعفُ من قدرتَها على الارتقاءِ إلى مستوى المسؤوليةِ الملقاةِ على عاتقِها، ويخدشُ مصداقيتَها أمامَ الرأيِ العامِّ الإسلامي والدولي؛ ما يجعلها في موضع السوأل عن أمام أمتنا الإسلامية ، مشدداً على إنَّ الظرفيةَ الراهنةَ وما تشهدُه المنطقةُ الإسلاميةُ، وخصوصاً منطقةَ الشرقِ الأوسط، من أزماتٍ متلاحقةٍ ومتشابكة، يستدعي التحركَ بإرادةٍ جماعيةٍ من أجلِ تنقيةِ الأجواءِ من خلالِ بناءِ جُسورِ التفاهُمِ واستعادةِ الثقةِ المتبادلةِ بين الدولِ الأعضاءِ بما يخدمُ مصالـحَـهـا ويُسهِمُ في تحسينِ واقعِ شُعُوبِها وبِناءِ مُستقبلِها. ولعلَّ الطريقَ إلى تحقيقِ هذا الـمُـبتـغى يَـمـرُّ عبرَ استجماعِ إرادةٍ سياسيةٍ حقيقيةٍ والانخراطِ بروحِ الصدقِ والمصارحةِ في حوارٍ يحدِّدُ جذورَ الخلافِ والتوترِ ليُفضِيَ إلى إيجادِ أرضيةٍ مشتركةٍ تحافظُ على مصالحِ مختلِفِ الأطرافِ وتجنِّبُها الدخولَ في نزاعاتٍ تهدرُ طاقاتِها وتَحرِفُ مسارَ تنميةِ مجتمعاتِها.
بعد ذلك بدأت جلسة العمل المغلقة لأعمال الاجتماع الوزاراي الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي.