بات من الحتمي التفكير بحلول جدية لعصر ما بعد النفط، حيث لم يعد النفط مصدراً آمناً للطاقة في ظل المنافسة الشديدة لإيجاد بدائل أخرى منخفضة التكلفة. ويبدو أن حكومة أبوظبي قد تنبهت لهذا الأمر مؤخراً, حيث أعلن في عام 2006م عن بداية بناء مشروع مدينة “مصدر” الذي تهدف من خلاله أن تكون “مصدر” أول مدينة خالية من الانبعاثات الكربونية بنسبة 100% وذلك بالاعتماد على الطاقة النظيفة، وبانتهاء هذا العام وهو الموعد المحدد للانتهاء من مدينة “مصدر” فقد تخلى مدراء المشروع عن هدفهم الرئيس، فقد اعترفت السلطات حسب تقرير نشر في صحيفة الغارديان البريطانية أن “مصدر” لم تقترب حتى الان من الوصول إلى الهدف المنشود من بناءها.
وفي المقابل فإن ألمانيا التي يبلغ معدل اشعاع الشمس المباشر لها 3.39 كيلووات ساعة لكل متر مربع يومياً وهو الأقل بمقدار لا يقل عن النصف من أبوظبي إلا أنها نجحت بأن تكون أعلى دولة بالعالم في إنتاج الطاقة الشمسية بمقدار 38250ميجا وات وهو ما يكفي حاجة “دولة الإمارات” من الطاقة.
باعتقادي أن النجاح يسبقه التخطيط السليم المدروس، فالألمان يحتلون المركز الرابع بعد الولايات المتحدة والصين واليابان في قائمة الدول الأكثر انفاقاً في مجال البحوث و التطوير بميزانية شارفت على 70 مليار دولار سنوياً أي ما يعادل 2.3% من الناتج المحلي.
ومن هنا يبدو لي أننا لازلنا ننظر للأبحاث العلمية على أنها مجرد ترف وبالتوازي فنحن نهدر مليارات الريالات في مشاريع حكومية بلغ نسبة التعثر فيها 72% حسب آخر تقرير لهيئة الرقابة والتحقيق، ولازلنا كذلك نستضيف شركات استشارية خارجية و ننفق مبالغ طائلة دون مردود حقيقي ملموس.
المؤلم “على الأقل بالنسبة لي” خلو رؤية 2030 من أي إشارة لدعم مراكز الابحاث والتطوير، وقد كنت أطمح ولازلت أحلم بإنشاء مركز وطني يحتضن كافة المعاهد والمدن التقنية في السعودية والتي يسبح كل منهم في فلك.
نحن بحاجة لمركز أبحاث قومي يسند له الملفات التي عجزت عن حلها الوزارات ويكون له فروع في كافة المجالات الاجتماعية و الإنسانية والتعليمية والطبية وغيرها، فليس من المنطقي أن نستقي الحلول من كاتب صحفي أو برنامج تلفزيوني.
همسه : ” أن لم تخطط جيداً للنجاح فأنت تخطط بشكل متقن لصناعة للفشل”.
__________________________
الكاتب/م.ياسر عبدالله الغامدي
|
|
|