لقد خلق الله جلّ في عُلاه الطبيعة وجعل نظام الحياة بها متوازناً , والطبيعة المتوازنة تستقر بها النظم البيئية، أي إن كل تغير بسيط في بعض عناصر الطبيعة وعواملها (مثل نقصان تعداد جنس معيّن من الحيوانات مثلاً) تصححه آثار سلبية، ليعود التعداد إلى ما كان، فيعود معه التوازن، وعلى سبيل المثال: التوازن بين الجنس المفترس وجنس فرائسه فإذا كثرت الأسود، تكاثرت الظباء للتعويض، وإذا كثرت الظباء توافر للأسود مزيد من الطعام وتزايد عدد الأسود المفترسة ليعود التوازن إلى ميزان الطبيعة بين الجنسين , ومن عبث الإنسان أنه يقتلع الأشجار وصيده للحيوانات والاحتطاب بشكل مفرط واستخدامه للمبيدات الحشرية بطرق عشوائية، وهذا الاستخدام يؤدّي إلى موت البكتيريا التي تحافظ على مستوى الآزوت في النظام البيئي، كما أنّ المبيدات تعمل على قتل الحشرات التي تساعد في تلقيح النباتات من خلال نقلها لحبوب الطلع من زهرة لأخرى، كما أنّ صناعات الإنسان في الغالب تسبّب التلوّث , وذلك لأنّها من المواد الكيميائية التي تتراكم ولا تتحلّل وبالتالي يحدث التلوّث، وهذا على عكس المواد الطبيعية التي تتحلل بعد موتها , فعبث الإنسان أنه يقضي على بعض الكائنات الحية، حيث إنّها عدوّة كائن حيّ آخر، وينتج عن هذا القضاء انتشار لكائن حي آخر أكثر سوءاً من الكائن الذي تمّ القضاء عليه، وأيضاً العنكبوت السام مثلاً ينظر إليه أنه كائن كريه ضار لا فائدة منه وكذلك الذئب والثعبان…. ولكن لا غنى عن تلك الحشرات والحيوانات في الحياة الفطرية لتوازن الطبيعة , فمصلحة الإنسان في حماية توازن الطبيعة والحرص على الحياة الفطرية.
وتأكيداً على الاهتمام الكبير على مستوى العالم، ولرفع مستوى الوعي بأهمية الحياة الفطرية وتنوعها الإحيائي والحفاظ عليها وبيئاتها الطبيعية، تشارك المملكة في اليوم العالمي للحياة الفطرية الذي يوافق « الثالث من شهر مارس من كل عام « الذي خصصته الجمعية العامة للأمم المتحدة موعداً للاحتفال به، ولكي يتحقق مبدأ التنمية المستدامة وحفظ التوازن البيئي على كوكب الأرض.
_________________________