تغطيات- الرياض :
في حبكة قصصية مشوقة، أطلقت وزارة الثقافة والإعلام في موسم الحج لهذا العام سلسلة حلقات وثائقية قصيرة تتتبع مسار حاجّين أحدهما من فرنسا والآخر من أندونيسيا، رصدت فيها مسيرتهما في بلديهما حيث الظروف تتباين والاهتمامات تختلف.
ثلاثون عاما كان يتحين الفرص فيها الحاج الأندونيسي (واسع الدين) وينتظر فيها التوجه صوب مكة المكرمة بشغفع كبير، ليصدع بالتلبية لنداء الله. ومع ضيق ذات اليد ومرض زوجته وتضحيته ببيته ومصدر رزقه إلا أنه لبّى نداء الله للقيام برحلة العمر الخالدة؛ رحلته إلى الحج.
لقد رصدت الكاميرا هناك ظروف قريته وفقر بيئته المحيطة به، وعرضت تحضيره النفسي منذ مدة طويلة لأداء فريضة الحج. في حين استغرق الحاج الفرنسي (آلان) وقتاً في شرح كيفية دخوله في الإسلام كونه حديث عهد به، وتحدث في البداية عن مهنته كعامل نظافة، كما عبّر ما يختلج في نفسه من رهبة الحج، منذ أن فكر في أداء هذه الفريضة حيث لجأ إلى والدته لأخذ مشورتها.
وزارة الثقافة والإعلام أعلنت أن هذه بداية سلسلة ستستمر لموسم حج العام القادم وستتوج بفيلم عالمي تحت مسمى (أذان إبراهيم) يعرض في منصات عرض متخصصة كفيلم وثائقي يحمل هويةً مغايرة ويرسي معانيَ دينية عميقة. وسيترجم هذا الفيلم بعد اكتماله إلى عدة لغات عالمية، مع اجتزاء العديد من محتواه لنشره أيضاً على منصات متباينة في وسائل التواصل الاجتماعي.
إن الحلقات القصيرة التي أطلقتها الوزارة عبر حسابات التواصل الاجتماعي التابعة لها مطلع موسم هذا الحج، تمثل منطلقاً لأعمال الفيلم الذي حظي بانتشار كبير، ونال كمّا كبيراً من التعليقات بأقلام المتابعين الذين تلقفوها بشغف وإعجاب.
الهدف من إطلاق عمل وثائقي كهذا هو إبراز أرقى المعاني الإسلامية التي يزخر بها الحج، حيث المساواة والإخاء وعمق قيمة التدين ، والكشف عن مباديء راسخة تؤكد بأن تباين الظروف والأمكنة، واختلاف العرق والجغرافيا واللغة واللون، كلها تتلاشى عند توحد التلبية والقيام بأعمال المناسك، إذ يجد كل مؤمن ترجمة حقيقية لمعنى الإسلام، كما يجد الروحانية وسمو القيمة الدينية.
ويأتي إطلاق الفيلم باكورة لأعمال أخرى مشابهة من حيث المهنية وسعة الانتشار، وهو من إنتاج مركز التواصل الدولي التابع للوزارة. كما أن هذا الفيلم سيشمل بعد اكتماله عرقياتٍ أكثر وبلدانا أوسع وسيضاف إلى الجهود الأخرى التي بدأتها الوزارة هذا العام على نحو مغاير في صناعة محتوىً إعلامي أكثر شموليةً وأدق تعبيراً عن موسم الحج، سواء على مستوى البث التلفزيوني في القنوات داخلياً وخارجياً،وفي الصحف ووكالات الأنباء ، أم على مستوى النشر – الذي جاء موسعاً هذا العام – في وسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة، على نحو ظهرت به التغطية الإعلامية بثوب متجدد معاصر يعكس مستوى ومهنية الجهد المبذول من كافة قطاعات الدولة وأجهزتها، خدمةً لضيوف الرحمن في أطهر بقاع الأرض.