هذه الأيام تتسابق الجهات المسؤولة في المناطق و المحافظات مع الزمن للإعداد و التجهيز لاحتفالات عيد الفطر المبارك لتجعل منها مهرجانات ترفيهيه و ثقافية و تراثية بما يتناسب و ثقافة و عادات كل منطقة من مناطق المملكة.
ففي كل عام تأتي هذه الاحتفالات في جميع مناطق المملكة و محافظاتها بمسميات متعددة إلا أن الهدف منها واحد هو إسعاد و إمتاع المواطن والمقيم ببرامج ترفيهيه تخلق له أجواء المتعة التي لابد أن تتوافق مع المناسبة ذاتها( العيد).
إلا أننا في عرعر لم نسمع أو نشاهد حراكاً يدل على أنه هناك استعدادات أو تجهيزات خاصة تليق بمثل هذه المناسبة الدينية العظيمة _ عيد الفطر _ أسوة ببقية المناطق و المحافظات تجعل من احتفالات عرعر بالعيد هذه السنة احتفالا مختلفا عن بقية احتفالات السنوات الماضية التي كانت متواضعة و لم تكن تمثل طموحات و آمال أهالي عرعر ، فيؤخذ على تلك الاحتفالات – رغم أهميتها وضرورة استمررها – غياب التنظيم الدقيق لها، من حيث اختيار المكان والتوقيت ومن حيث أيضاً البرامج ومحتوى الفعاليات المكررة والمملة أحياناً ،والتي كانت أيضاً تقتصر على الرجال فقط دون أن يكون هناك مشاركة لكافة شرائح المجتمع فالعيد مناسبة سعيدة يبتهج و يفرح فيها الكبير و الصغير رجالا و نساء و أطفالا.
يتبادر إلى ذهني تساؤلات:
– ما الذي ينقص فعاليات واحتفالات العيد في عرعر لكي تخرج بالمستوى المرغوب فيه، بحيث تقدم مشروعا ترفيهيا حقيقيا يتعامل مع إنسانية الإنسان وفكره قبل أن يتعامل مع ترفيهه؟
– لماذا يغيب الخبراء والمختصون عن الإعداد لهذه الاحتفالات في عرعر لكي تظهر بأسلوب علمي متقدم ومتحضر مع توافر الميزانيات الجيدة التي تستطيع تنفيذ مشروع الترفيه، من خلال مبنى معد ومجهز بشكل جيد لاستيعاب هذه الاحتفالات لتخرج كما يرغب بها أهالي عرعر؟
ففي بعض المناطق و المحافظات من بلادي الحبيبة يتم الاعداد و الترتيب لهذه الاحتفالات بوقت كاف من الجهات المسؤولة و بمشاركة مجتمعية في الآراء و الدعم لكي يتم تحديد المكان و الوقت المناسب و البرامج و الفعاليات و الأنشطة المناسبة لتراث و ثقافة كل منطقة و استقطاب جهات متخصصة في الأعداد لمثل هذه الاحتفالات بحيث تكون هذه الفعاليات مناسبة و شاملة لكافة أفراد العائلة ، و غالبا ما تكون مستمرة لثلاثة أيام و هذا ما لم نجده في كل احتفالات الأعياد السابقة في عرعر.
الجميع يعلم أن مدينة عرعر تفتقر لوسائل الترفيه و المرافق العامة التي تغني الأسر عن السفر للمناطق التي تتوفر فيها هذه الأماكن ، فمثل هذه الاحتفالات و المهرجانات التي تقام في الأعياد توفر لهم وسائل الترفيه و المتعة إذا تم تنفيذها بشكل يتماشى مع احتياجات الأسر في هذه المنطقة.
لذلك يجب أن تراعي الجهات المنظمة في هذه الاحتفالات الأسر واحتياجاتها ، وأن يوضع ذلك بعين الاعتبار ، و ضرورة أن تعمل تلك الجهات استبيان لأهم ملاحظات المواطنين حول هذه الاحتفالات حتى تخرج بنتيجة تساعد على تغيير المفهوم العام حول إعداد الاحتفالات بما يتناسب مع تلك الملاحظات.
أهالي عرعر كلهم ثقة وأمل أن يكون “عيد عرعر” هذه السنة غير بقيادة و توجيهات الأمير الشاب صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز ال سعود -حفظه الله – وأن تتزين مدينتهم و تلبس أجمل و أبها حُللها لاستقبال هذه المناسبة السعيدة أسوة ببقية مدن المملكة و أن تكون احتفالاتهم بالعيد بشكل يرضي طموحات و آمال الجميع.
_______________________
الكاتب : ساير هليل المضياني
كاتب بصحيفة تغطيات
عضو المجلس البلدي بالجبيل