تغطيات – متابعات:
وصف الشيخ صالح عبدالله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام والمستشار في الديوان الملكي، وسائل التواصل الاجتماعي بأنها نازلة من نوازل العصر، التي انساق وراءها الناس بشكل مبالغ، داعياً إلى وضع خطة للتعامل معها.
وأكد خشيته أن تتحول هذه الوسائل إلى أدوات لعدم التواصل الاجتماعي، لما أوجدته من جفاء في العلاقات بين المجتمع، مشددا على أن الحوار وقبول الآخر هو الضامن للتعايش والانسجام السليم.
وقال ابن حميد: “الحوار ينقصنا جميعا لاسيما بين المعلم وطلابه، فنحن نريد حوارا حقيقيا لا يكون إلا بالإنصات وإعطاء الآخر حق أن يقول “لا”، فسنة الله تجري بأننا لسنا مسؤولين عن إقناع الآخرين، فأنت مسؤول أن “تُبلغ” وأن تتأكد أن الآخر فهم وأنك فهمت من بعده إذ إن ثقافة الفهم والإفهام، يجب أن تشيع فينا كما هي ثقافة الحوار وممارسته في بيوتنا ومدارسنا وأعمالنا خاصة التربوية والاجتماعية والوظيفية”.
وأضاف إمام وخطيب المسجد الحرام خلال حديثه مع مديري وقيادات إدارة تعليم الرياض في منتداها التربوي الثالث البارحة الأولى الذي حمل عنوان “الشباب .. ثروة وطموح”، أن الشباب اجتماعي بطبعه ولديه طاقة للتغيير والتشكيل لأنه يمتلك الحماس، والاستقلالية، والطموح، منوهاً بأن لديهم القلق التحفيزي ويفكرون بالمستقبل، وينظرون نظرة مثالية للأمور، كما أن لديهم فضولا إيجابيا، ويحبون المخاطرة ولا يقبلون النقد.
وأوضح أن الحوار التربوي أسلوب تعليمي يستخدم فيه الأسئلة وإجاباتها، بهدف إثارة عقول المتعلمين وتمحيص الأفكار ومحاكمتها علمياً، للوصول للحقائق، مؤكداً أن الحوار عرض الأفكار وفهم الآخر وليس شرطاً للإقناع، وإنما هدفه أن نريه ما لا يراه ونطلعه على أشياء غابت عن ذهنه، فالإقناع خارج الحوار، والحوار أفكار بينما الإقناع أمر قلبي.
من جانبه، قال محمد بن عبدالله المرشد مدير عام التعليم في منطقة الرياض، إن علينا مسؤولية كبيرة في أن نحول طاقات شبابنا وطلابنا إلى نجاحات وأن نستثمر طاقاتهم الاستثمار الأمثل. وأوضح أن مرحلة الشباب تعتبر من أهم المراحل التي يمر فيها الفرد، حيث تبدأ شخصيته بالتبلور، وتنضج معالم هذه الشخصية من خلال ما يكتسبه الفرد من مهارات ومعارف، ومن خلال النضج الجسماني والعقلي، والعلاقات الاجتماعية التي يستطيع الفرد صياغتها ضمن اختياره، منوهاً بأنه إذا كان معنى الشباب أول الشيء، فإن مرحلة الشباب تتلخص في أنها مرحلة التطلع إلى المستقبل بطموحات عريضة وكبيرة.
من جهته، أبان سهم الدعجاني المدير التنفيذي لمنتدى الرياض التربوي مدير مكتب التعليم في قرطبة، أن تخصيص الملتقى للحديث عن الشباب يأتي تأكيداً لدورهم الفاعل في بناء المجتمعات، منوهاً بأن توثيق الصلة بين الشباب والعملية الإبداعية وتجلية إبداعاتهم، وتكريس الجهود الحثيثة، لتنمية القدرات، وتوجيهها التوجيه السليم أمر مهم.
وأشار أن على الشباب أن يكونوا قادرين على الالتزام بثوابت أمتهم ووطنهم، منوها بأن يكونوا على قدر المسؤولية، التي ستوكل إليهم لأنهم حاضر الأمة ومستقبلها، مبيناً أن منتدى الرياض التربوي يسعى لأن يكون منبراً ثقافياً متميزاً في طرح القضايا ونشر الثقافة والحوار، للإسهام في تنمية المجتمع بمختلف فئاته، وأنه يحمل رسالة مضمونها تحقيق الريادة من خلال طرح ومناقشة موضوعات مهمة، تعد من قبل مختصين للإسهام في تنمية الفكر في شتى المجالات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية.
من جهته أكد الدكتور أنور أبو عباة مدير إدارة النشاط الطلابي، أهمية تعزيز المجالس الحوارية في المدارس، لتعزيز قيمة الحوار، وتنمية التشاركية بين الشباب والمجتمع، وذلك ليكونوا مستعدين لمواجهة التحديات، ويكونوا قادرين على الالتزام بثوابت أمتهم ووطنهم، كما يكونون على قدر المسؤولية التي ستناط بهم.