تغطيات – المدينة المنورة :
قال الشيخ عبدالباري الثبيتي إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف في خطبة الجمعة: إن الذين يشككون في العقوبات عطفوا على المجرم وضيعوا حقوق المجتمع رحموا الجاني وغفلوا عن المجني عليه , نظروا إلى العقوبة ونسوا بشاعة الجريمة , وتضرع الثبيتي إلى الله عز وجل أن يفك حصار ” مضايا ” ويرفع البلاء عن أهلها ويجعل الدائرة على من ظلمهم.
وقال : هذه العقوبات تدل على حكمة الله لأنها تحافظ على المصالح العامة والأمن العام , قال تعالى : ” ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب ” , حياة في الحياة بشمولها وتنوعها , حياة في الأنفس ومنع لسفك الدم الحرام , وحياة في الأموال بعدم الاعتداء على حقوق الآخرين , وحياة في الأعراض كي لا تستباح , الحدود شرع رباني لأمان النفس والمجتمع يرسخ الاستقرار والحياة الوادعة لمن سار على النهج , فالحدود تحفظ المجتمع من العقول الطائشة والمؤامرات الدنيئة وتئد الأفكار المتطرفة تقوم الانحراف وتقلل خطره وضرره , لم تشرع الحدود للتشفي والانتقام وإلحاق الأذى بالجاني وغنما غاياتها نبيلة وأهدافها سامية أعظمها المحافظة على المصالح الكبرى للمجتمع وهي الدين والنفس والعقل والمال والعرض , هي رحمة لمن يروم الإجرام لأنها تزجرهم عن ارتكاب الجرائم ينأون بأنفسهم عن العقاب , وفيها ردع غير المجرم عن تقليد المجرم خوفا من أن يناله من العقوبة ما حل بغيره , ومن الرحمة بالمجرمين أن تقام عليهم حدود الله لتنأ الأمة ويستقر حالها وتستمر عجلة البناء والتنمية وحتى يعلم المخربون أن هذا مآلهم ومصيرهم.
وأضاف : إقامة الحدود تسكن النفوس المتألمة ممن وقعت عليهم جناية الجاني وتهدئ من روع المجتمع الذي تضرر بآثار الجرائم , إقامة الحدود تستجلب فضل الله وخيره , وجاء تنفيذ الأحكام الشرعية حدا وتعزيرا بحكم رادع أصدره قضاء شرعي بحق الفئة الضالة ممن اعتنق المنهج التكفيري وروع الآمنين وقتل الأبرياء وحرض على القتل وأفسد في الأرض واعتدى على الممتلكات العامة وهم ثلة قليلة لاتمثل أبناء الوطن المخلصين , ولن يفت في العضد الأقوال الشاذة وردود الأفعال المتشجنة ممن دأب على زرع الفتن للقضاء على خيرات البلاد ورخائها , أصحاب تلك الأقوال هم أساس الإرهاب وأسه ومنبعه وأصله يموهون على السذج بدعايات زائفة وشعارات براقة لا رصيد لها من الواقع يوظفون ضعاف النفوس وموتى الضمائر في خراب مجتمعاتهم وإفسادها , والعالم الإسلامي يعي ويدرك أعمالهم لإشعال فتيل الفتن ويتصدى المسلمون لهذه الممارسات بالوعي والتآلف والتكاتف واجتماع الكلمة , ولا يفوتنا أن نشيد بالجهد الكبير الذي يبذله رجال أمننا والمرابطون على الحدود في محاربة الإرهاب وكشف أوكار الفاسدين وفضح مخططاتهم.
وختم فضيلته خطبته بالدعاء لأهل ” مضايا ” التي تحاصرها ميليشيات حزب الله التابعة لإيران قائلا : اللهم إن مضايا وأهلها قد أصابهم من البلاء والضر ما أنت عليم به وقادر على رفعه , اللهم ارفع عنهم البلاء والضر الذي نزل بهم , اللهم إن أهلها في كرب شديد وشدة , اللهم إنهم جياع فأطعمهم , وحفاة فاحملهم , وعراة فاكسهم , ومظلومون فانتصر لهم , اللهم ارفع عنهم الكرب والبلاء , وانصرهم يا أرحم الراحمين , وفك كربهم , اللهم أنزل عقوبتك على محاصريهم الظلمة , شتت شملهم وفرق جمعهم واجعل الدائرة عليهم.