تغطيات – واس :
أطلق البنك الإسلامي للتنمية في مدينة طرابلس بلبنان، مبادرة رائدة حول التعليم الالكتروني للطلاب السوريين، أينما كانوا، وحيثما وجدوا، وبرنامجا للتدارك التعليمي للمنقطعين عن الدراسة، بعنوان “حتى لا يبقى طفل سوري محروما من التعليم”.
جاء ذلك خلال زيارة رئيس البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد علي للبنان في وفد دولي يضم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس البنك الدولي كيم ينج جيم، يومي 24 و25 مارس الحالي .
وقال الدكتور أحمد محمد علي في كلمته خلال حفل إطلاق “المبادرة التي ترمي إلى تمكين ما يقرب من مليوني طالب سوري من الوصول إلى التعليم حيثما كانوا، وأينما وجدوا، كل بحسب ظروفه، سواء في صفوف مدرسية منتظمة، أو في مهجر لا يجد فيه الطالب معلما ولا كتابا ولا فصلا دراسيا”، مشيرا إلى أن وسائل الوصول إلى هذه الأعداد الغفيرة، ودعم الفصول الدراسية، هو عبر برنامج التعليم الإلكتروني الذي يموله البنك الإسلامي للتنمية، في شكل مواد مصورة ومرئية ومخرجة وفق أعلى المواصفات الفنية والتربوية، مبينا أن هذه المبادرة أسهم بها البنك الإسلامي مع جمعية قطر الخيرية وهيئة علم السورية.
وأكد رئيس البنك أن ” البنك الإسلامي للتنمية يفي بالتزاماته التنموية لذلك، ويسعى إلى أنمذجة العمل في إطار أجندة التنمية المستدامة، إسهاما في معالجة آثار الصراعات على الأطفال وتخفيف أثر النزاعات الخطير في كبح التنمية، مضيفا أن تعليم الطفل السوري واجب على المجتمع التنموي، ولازما على المؤسسات الإسلامية، وعلى المنظومة الإنسانية الدولية.
وشدد على أن “لا سبيل لتقاسم الرخاء المنشود ولا إلى المساواة واحترام حقوق الجميع ما دام ملايين الأطفال السوريين اللاجئين محرومين من التعليم”، داعيا جميع مؤسسات تمويل التنمية وجميع مؤسسات العمل الطوعي الإسلامية وكل الداعمين للتعليم، إلى الاهتمام بتعميم برنامجي التعليم الالكتروني والتعليم التداركي لإعانة الطلبة السوريين أينما كانوا للحصول على شهادة ثانوية عامة معترف بها محلياً ودولياً، أو الدخول في مسار تدريب مهني أو تأهيل ريادي باتجاه سوق العمل.
كما وجه الدعوة إلى جميع الدول والمؤسسات للتفكير جديا في سبل فتح فرص جديدة للكفاءات العلمية السورية المعرضة للفقد الحسي والمعنوي والضياع تحت النزاع، بفرص تشغيل في مجال التعليم في مخيمات النزوح أو المهجر، أو المجالات الأخرى التي يمكن أن يسدوها، وشكر الحكومة اللبنانية وحكومات الدول المجاورة لسوريا، لدعمها مبادرات البنك الإسلامي للتنمية في مساعيه لدعم تعليم الطلاب السوريين في داخل سوريا وسائر مناطق اللجوء.
مما يذكر أن البنك الإسلامي وجه جهوده مع شركائه لتوفير التعليم للسوريين من خلال بناء المدارس وترميم المهدم منها وتقديم العلاج للنازحين. والآن يركز على رفع أعداد الملتحقين بالتعليم من خلال مسارات ثلاث؛ طباعة الكتاب التعليمي ورقيا، وتوفير التعليم الالكتروني، وتدارك المنقطعين عن التعليم لا سيما فئة الأيتام منهم لوصله بأقرانه ومواكبة مرحلته العمرية في التعليم.
ويهدف برنامج التعليم الإلكتروني تطوير المنهاج السوري المنقح للمرحلتين الثانوية والمتوسطة ليتاح بطريقة الكترونية في شكل مواد مصورة ومخرجة وفق أعلى المواصفات الفنية والعلمية.
أما برنامج التدارك التعليمي لليتيم السوري المنقطع عن الدراسة، فإنه برنامج يتم تطويره لتمكين الطلبة الذين انقطعوا عن التعليم تحت أي ظرف من اللحاق بالصفوف المناسبة لسنهم بعد تلقي التعليم في مناهج مكثفة.
ويعتمد كلا البرنامجين، التعليم الالكتروني والتعليم التداركي، طرقا تعليميّة عصريّة تنمّي مستوى الطالب الإدراكي. وبالنسبة للمرحلة الثانوية فإن البرنامج يعين الطلاب للحصول على شهادة ثانوية عامة معترف بها محلياً ودولياً، أو الدخول في مسار تدريب مهني أو تأهيل ريادي باتجاه سوق العمل.
وكانت الشراكة التي أقامها البنك الإسلامي للتنمية بالتعاون مع قطر الخيرية والهيئة السورية للتربية والتعليم (علم) قد طبعت ووزعت حوالي 10 ملايين كتاب من المنهج التعليمي السوري شهر فبراير الماضي، غير أن هذه الكتب لا تصل إلى جميع الأماكن التي يوجد فيها الطلاب السوريون، لذلك يأتي إطلاق الكتاب الإلكتروني للوصول إلى مليوني طالب سوري من نازحين في الداخل أو في المهجر خارج البلاد حتى لا يبقى هناك طفل سوري محروم من العملية التعليمية.
ويؤمل أن يمكن التعليم الإلكتروني مليوني طالب سوري من الوصول إلى التعليم حيثما كانوا، سواء في صفوف مدرسية منتظمة، أو في المهجر حيث لا معلم ولا صف كما ويستطيع الطالب أن يتعلم بشكل مستقل ليبقى مستعدا ومتمكنا للالتحاق بالتعليم النظامي بأي وقت يمكنه من ذلك، أو في الأماكن التي يتعلم فيها الطالب مستعينا بجهاز وبمساعدة مشرف تربوي.