تستهويني تلك المقاهي التي تضع مكتبة في داخلها تحتوي على بعض الكتب وإن كانت قليلة.
أحد هذه المقاهي فتح أبوابه قبل أشهر في مدينتنا الصغيرة في شرق المملكة العربية السعودية، حيث القهوة بأنواعها المختلفة، والشاشات الكبيرة، والمكتبة الجميلة، وعامل لطيف من دولة الهند، وآخر من مصر الشقيقة.
هذا الأخير ما إن كسرت كرة الثلج معه مبدياً إعجابي بفكرة المكتبة ومدى أهمية القراءة وقيمتها، حتى بادرني بسؤال غريب وكأنه يطبخ في داخله منذُ قدومه إلى هنا؛
“ياأستاذي أين هي تلك المدينة؟!… قيل لي أن الجبيل مدينة جميلة ومنظمة وفيها شواطىء ساحرة،، أنا حقيقة لا أرى شيئاً من ذلك.”
ضحكت حينها ومسحت بيدي على وجهي وكلي خجل من ماقال.
قلت يا أخي العزيز نعم هي كذلك ومن وصفها لك فقد صدق، وأنت الآن على مشارفها، والمسافة ليست بالبعيدة. فقط استبدل “البلد” بـ “الصناعية”، واذهب شمالاً، حينها ستخرج من هذه المدينة إلى المدينة الجميلة التي في مخيلتك.
أمّا هذه المدينة فما إن يفرح سكانها بتحسينات وترتيبات حتى تعود حليمة “لمردوستها القديمة”، فتعود الشوارع والأحياء للإهمال، ويعود الباعوض ليطير فوق رؤوس السكان، وتعود الدواب والجرذان لممارسة التسكع عياناً بياناً أمام المنازل.
حينما نصحو على بيئة خالية من كل هذه الآفات، وحينما نصحو على شاطىء بلا روائح ولا أوساخ، حينها لن يقول زوار الجبيل هذا السؤال المعتاد والمنتهي بعلامة التعجب:
أين هي تلك المدينة؟!
__________________________
الكاتب : بدر الحربي
@bdre262