ابدأ حديثي مستعيناً بالله مبتدأً بكلام الله تعالى حينما قال :{ ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات }.
وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال كما في صحيح البخاري من حديث عمران بن حصين : ( كل ميسر لما خلق له )
وقال عمر بن الخطاب: ( إني لأكره أن أرى الرجل سبهللا لا في عمل دنيا ولا في عمل آخره )
المتأمل في واقع الأمة اليوم حينما يجد الضعف والهوان يكتفي بالحزن والأسى على ما يسمع ويرى ، والواجب على كل مسلم أن ينصر الإسلام والمسلمين بأمور لعلي أسلط الضوء على واحدة منها ومن أهمها .
حينما تفوق الغرب وسادوا العالم بحضارتهم ليس لأنهم عباقرة، ولكن لأسباب أهمها تخصص الطلاب في بداية مراحل الدراسة، أذكر في الصف الأول الثانوي من دراستي كان مقرراً علينا قرابة العشرين مادة !
أطرح أسئلة سريعة ،،
لماذا نجد في وسطنا من فتح الله عليه في باب من الأبواب يلوم أخاه الذي فتح الله عليه في باب وقصر في آخر ؟
السبب باختصار ضعف ثقافة التخصص لدى المجتمع !
لماذا يكون جلد الذات وعدم الرضى عن النفس والتخبط ؟ و مالذي يجعل كثيراً من أبناء الأمة في قائمة المنسيين من تاريخها ؟
الجواب باختصار عدم التخصص!
تتأمل في واقع أبناء الأمة فتحزن حينما ترى كثيراً من شبابها أرادوا التخصص في الشهرة عبر برامج التواصل ليكونوا أضحوكة للناس في قائمة المهرجين !
الأمة اليوم لاتريد منك أن تكون عبقرياً في كل المجالات ، قال الزهري ( من رام العلم جملة ذهب عنه جمله )
ولاتريد منك أن تخصص فحسب ولكن تريد منك أن تتقن تخصصك فتكون على ثغر من ثغورها ،
تأمل الناجحين في الأمة وممن نفع الله بهم الإسلام تجدهم قد برعوا وأتقنوا تخصصاتهم
هذا في الفقه وذاك في الهندسه ،وهذا في المحاضن التربوية وذاك في الطب ، وهذا في الرد على الشبهات وذاك في المجال العسكري …
وتأمل أيضاً في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدالله بن مسعود من قراء الصحابه ، خالد بن الوليد في ميدان الجهاد ، عبدالله بن عباس في ميدان العلم ، مصعب بن عمير في ميدان الدعوة ، حسان بن ثابت في ميدان الشعر ، ثابت بن قيس في ميدان الخطابة …
فهل سألت نفسك أنت نعم أنت !!
في أي الميادين أنت ؟؟
إن لم تكن للحق أنت فمن يكون * والناس في محراب لذات الدنايا عاكفون
إن أردت أن تضيف تخصصاً آخر فحسن
مالم يكن سبباً في ضعفك في تخصصك الأول ، لا أزال أذكر إستشارتي لأحد مشائخنا الفضلاء في المرحلة الثانوية عن التخصص المناسب للمرحلة الجامعية فأعجبني رده حينما قال ( لا تتأثر بزملائك فتختار تخصصاً من أجل وجودك معهم فما تميل إليه تخصص فيه بعد الإستخاره ، فلا أحد أعرف بحالك من نفسك ، ولا يؤتى الاسلام من قبلك في مجالك )
قال ابن عباس ( العلم أكثر من أن يحاط به فخذوا منه أحسنه ) .
ولاريب أن أفضل التخصصات وأشرفها العلم الشرعي ، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )رواه البخاري في صحيحة، وقال عبدالله بن المبارك ( لا أعلم بعد النبوة فضلا مثل بث العلم ).
حينما تكونُ ضعيفاً في أحد المجالات لايدل ذلك على فشلك ، فلا يخلو أحد من نقاط قوة وضعف ولكن تأمل في نقاط القوة لديك فقيدها وطورها ثم أتقنها ، حدد أهدافك ، وضع خططاً قريبة وخططاً بعيدة وصغها حسب قدراتك ، ولا تثقل على نفسك فقليل دائم خير من كثير منقطع ، وصاحب من يميل إلى مجالك ، وضع في ذهنك قول ربك { وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب }
قد هيؤوك لأمرٍ لو فطنت له * فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
قال تعالى: { يا يحيى خذ الكتاب بقوة }
وقال صلى الله عليه وسلم في الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه).
أسأل الله العظيم أن يجعلنا ممن حمل هم الأمة وأن لا يجعلنا ممن تحمل الأمة همه،،
وصلى الله على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين .
________________________
محسن الشهراني
غرة ربيع الثاني لعام ١٤٣٨