تغطيات – الدمام :
نوه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية بأهمية التطوع في إيجاد عملية تنموية مستدامة، تستثمر كافة الجهود لصناعة أثر اجتماعي مستدام، وفق ما تطمح له رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020، الذي خصص للتطوع بعض الأهداف، وقال سموه لدى استضافته في مجلس الإمارة الأسبوعي “الاثنينية” للفرق التطوعية بالمنطقة الشرقية ” نعتز ونقدر جهود أبناءنا وبناتنا المتطوعين والمتطوعات، ونشد على أيديهم للبذل والعطاء في مختلف المجالات، إن ما تقومون به أيها المتطوعون والمتطوعات لهو عمل مشرف، أجره وثوابه عند الله عظيم، وسرني ما رأيته من جهود تطوعية في مختلف المجالات”.
وقال سموه ” نعلم أنكم تبذلون من جهدكم ووقتكم طلباً للأجر والمثوبة من الله، وإيماناً منكم بما أوصى به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، من إغاثة الملهوف، ومساعدة المكلوم، ونجدة المحتاج، ولا ترجون إلا من الله وحده الأجر والثواب، إلا أنه لزام علينا أن نشكركم ونشد على أيدكم، ونكون دائماً وأبداً معكم، نساعدكم في كل ما تحتاجونه، ونسد معكم النقص، وإخوتكم وزملائكم في الأجهزة المعنية سواءً في الدفاع المدني، أو حرس الحدود، أو الهلال الأحمر، وغيرها من الجهات التي تعنى بالعمل التطوعي بمختلف أنواعه، بإذن الله معكم، وهم على أتم الاستعداد لتقديم التدريب اللازم، لتتعاملوا مع كافة الأمور باحترافية كاملة، وأنتم وإن كنتم متطوعون، إلا أننا نؤمل عليكم أن تكونوا قادرين على مواجهة كل الظروف، بشكل يحقق الغاية، وبعمل أكثر إتقاناً”، مضيفاً سموه ” لقد سرنا اليوم أن نرى هذه الجهود التي أصبحت ولله الحمد ذات أثر كبير وأصبحت مسانداً للأجهزة المعنية، وسمعنا كيف استطاع هؤلاء الشباب أن يبذلوا جهوداً مميزة في البر والبحر، وكيف سخروا الطيران الشراعي للعمل في البحث والإنقاذ مع الأجهزة المعنية”.
مضيفاً سموه “آمل أن تستغلوا هذه الفرصة وأن تعملوا جنباً إلى جنب مع إخوتكم في هذه القطاعات، لزيادة العلم والمعرفة، وبالتالي تكون مهمتكم بإذن الله أسهل وأيسر، ونحن مقبلون على موسم خير وبركة وتكثر فيه الأمطار ويكثر فيه المتنزهون، ورواد البر والبحر، وتحصل في بعض الأحيان حالات، ضياع أو تغير للجو بشكل مفاجئ، فلابد من الاستعداد للموسم لتكونوا عوناً لمن طلب المساعدة”، مختتماً سموه كلمته ” شكراً لكم أبنائي وبناتي المتطوعين والمتطوعات، فأنتم من بذل من جهدكم ووقتكم، وسخرتم قدراتكم لتقوموا بهذه الأعمال النبيلة، شرفتمونا بحضوركم هذه الليلة، لنسمع منكم نبذة عما بذلتم، فقد شاهدت فيكم رجالاً تبذل وتعطي دون انتظار أي عطاء أو ثناء، ورجالاً ستكون بإذن الله قادةً في المستقبل القريب كل ذلك ببذلكم وعطائكم، فشكراً لكم على حضوركم هذا اللقاء الاستثنائي، ولكم منا ومن كل فرد في هذا المجلس، ومن كل مواطن ومواطنة ومن كل سكان هذه المنطقة الشكر والعرفان على ما تبذلون وتقدمون”، مرحباً سموه بحضور طلاب مدرسة الفضيل بن عياض الثانوية من محافظة الجبيل.
ثم ألقى الأستاذ نجيب الزامل رئيس مجلس إدارة جمعية العمل التطوعي كلمةً قال فيها “يحتفل العالم كل خامس من ديسمبر بيوم التطوع، على أن للعالم يحتفل بهذا اليوم كيفما شاء، بالنسبة للمتطوع والمتطوعة، فإن عملهما وإنجازهما، لمجتمعهما، هو بكل يوم احتفال، وبكل يوم احتفاء، لقد أثبت متطوعونا بأن مهمتهم ووعيهم الأولين يرتكزان على مبدأ ثابت، وهو أنهم لا ينتظرون أن تتغير الأمور للأحسن، بل هم من يقومون ويعملون ويجتهدون بإتقان وتكريس لتغيير الأمور للأفضل، أما التعريف الحقيقي للتطوع الذي أتبناه وبقوة عناصر ثلاث هي: أن الفرد ينهض للعمل التطوعي بمحبةٍ فطريةٍ وبدافعٍ ذاتي، والثاني أن يحقق عمله واقعاً أفضل للمجتمع، مهما صغر هذا العمل أو كبر، وثالثاً ومن أهم العناصر الثلاث التي طالما خضت جولات نقاشية عنها، هو أن المتطوع لا يرتجي أو يبحث عن مقابل مادي لعمله، لذا نقاشي مستمر مع الجهات التي تُلزم منتسبيها بالعمل لقاء ساعات أو درجات أو ترقية أو شهادات أفضلية، فهنا ينتفي عنصران من معنى التطوع، وهما الرغبة الذاتية، والعمل بلا مقابل” مضيفاً “لا أرفض قطعاً هذا النوع من التحفيز المادي، ولكننا هنا ننتقل مع دائرة التطوع الخام، إلى العمل الاجتماعي، وإنني أقول دائماً لأبنائي من المتطوعين والمتطوعات، إنكم تعملون بدون ثمن، لأنكم لا تقدرون بثمن”.
وأضاف الزامل “هؤلاء الشباب يا صاحب السمو، يا قدوتهم في العمل الجاد المنضبط، تتقافز الفرحة في عيونهم، لأنكم حققتم لهم أملاً طالما رجوه، وحلماً طالما أملوا بتحقيقه” مضيفاً “أود أن أنوه بأن جمعية العمل التطوعي، أطلقت تقريراً عن حالة التطوع بالمنطقة الشرقية، من خلال دراسة استمرت ستة أعوام، للوصول إلى نتائج وتوصيات من ميادين العمل لتساهم في تفعيل وتطوير العمل التطوعي، على أسسٍ واقعية وعلمية”، مختتماً حديثه “من الصعب أن أوجه الشكر لسموكم فلطالما علمتمونا أن ما تقومون به هو واجبكم، ومن يقوم بالواجب، لا يتوقع الشكر، كما من الصعب أن أشكر أبنائي من المتطوعين والمتطوعات، فهم كما أسلفت لا يتوقعون أيضاً الشكر على عمل يحبونه ويؤدونه من كل قلوبهم”.
من جهته ألقى قائد ومؤسس فريق غوث التطوعي كلمةً جاء فيها “إن الاحسان للآخرين مفتاح لقلوبهم وسبب رئيسي لترابط المجتمعات وتوادها وقد حث الله تعال عليه ووعد فاعليه بالإحسان لهم في قوله تعالى (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) والإحسان للغير يدخل في الانسان والحيوان” مضيفاً” من هذا المنطلق نبعت فكرة إنشاء فريق بحث وانقاذ احترافي تطوعي عام ١٤٢٧ هـ يقدم خدمات البحث والإنقاذ والتوعية، وقد اجتهدنا لإظهار هذه الفكرة وتفعيلها عندما لمسنا حاجة المجتمع لها ولإظهار بلادنا وديننا في أجمل صورة وذلك بضرب أجمل الصور في التضحية والعطاء من اجل انقاذ الغير واسعادهم مهما كانت جنسياتهم وعروقهم ودياناتهم” وأضاف “وكما هي سنة الله في الكون أن من اجتهد في خير هداه الله ووفقه، وقد وفقنا والله الحمد والمنَّة لتأسيس هذا الفريق والذي يعتبرأول فريق عربي احترافي تطوعي في البحث والانقاذ باعتماد من الاتحاد العربي للرياضات الجوية والاتحاد السعودي للرياضات البحرية ومن اعتماد منظمة EFR الأمريكية لتدريب الاسعافات الاولية والثانوية وعلى تزكية في مجال التأهيل في عمليات الانقاذ من الأكاديمية التخصصية للتدريب وعلى العديد من شهادات الشكر والتقدير، وهذا بفضل الله تعالى ثم بفضل همم شبابنا المخلصين ودعم ولاة الامر الموفقين”.
وأضاف العاطفي “وقد باشر الفريق العمل الانساني كفريق احترافي كما تم التخطيط له فقد تم تجهيز عدد من الطائرات الشراعية والسيارات المجهزة والقوارب المخصصة للبحث والدراجات النارية ومعدات الغوص والأجهزة الحديثة في مجال البحث والإنقاذ، وقد حمل الفريق على عاتقه هم التدريب والتوعية لكل أفراد المجتمع وقد نجح والله الحمد ولايزال يسير على خطاه الثابتة في بذل العون والخير والتوعية للمجتمع ونسأل الله أن يخلص النيات ويتقبل العمل ويبارك فيه”.
حضر اللقاء صاحب السمو الأمير فهد بن عبدالله بن جلوي المشرف العام على التطوير الإداري والتقنية بإمارة المنطقة الشرقية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن يوسف بن سعود، وصاحب السمو الأمير نواف بن بندر بن مشاري، وفضيلة رئيس محكمة الاستئناف الشيخ عبدالرحمن بن محمد آل رقيب، وفضيلة المشرف العام على فرع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ علي بن صالح المري ومعالي أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد بن محمد الجبير، وسعادة وكيل إمارة المنطقة الشرقية الدكتور خالد بن محمد البتال، وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وأهالي المنطقة الشرقية.