تغطيات – الجبيل – علي اللغبي :
الحياة عبر ومواقف، ورغم ما ببعضها من آلام وقسوة، إلا أنها مدرسة تقوّم السلوك وتمنح الخبرة، ولأن هذه المواقف غالباً لا تُصنع بل تكون مفاجئة لتحدث جروحاً عميقة بداخلنا.
وفي هذا الأمر جانب مشرق يوضح لنا في هذا اللقاء مقدار الحب العظيم الذي تحمله الام لابنائها والذي انعكس ايجابا على تلك العلاقة الحميمية بينهم و حمل أروع صور البر وأجمل معانيه و بأسلوب شيق لا يخلو من المعاناه الحقيقية والصدق مع النفس يتحدث لــ ” تغطيات ” الكاتب والروائي عبدالله بن سعيد الحوطي عن المواقف والأحداث التي تناولتها روايته « بعد 35 عاماً ».
1. نبذة مختصرة لرواية ” بعد 35 عاماً ” لمن لم يقرأها حتى الآن؟
هي أحداث واقعية تسرد في مضمونها المراحل الآخيرة لمرض والدتي رحمها الله، وهي بالنسبة لي مواقف صعبة ومؤلمة واجهتها لأول مره في حياتي فكنت مستعد لبعضها والبعض الآخر كان أكثر ألماً لتأثيره العميق بداخلي.
2. متى بدأت الكتابة ومن شجعك عليها؟
أثناء المراحل الآخيرة من مرض والدتي الفترة العصيبة جداً بدأت أفكر في كتابة مذكرات تتناول تفاصيل مؤثرة حدثت أثناء الرحلة العلاجية لوالدتي رحمها الله، وقد بدأت تدوينها عبر الهاتف النقال وعند عودتنا من الرحلة العلاجية قمت بربط هذه الأحداث ببعضها وتشكلت في النهاية رواية ولأصدقك القول فقد عزمت في مرات عديدة على إلغاء الفكرة والإحتفاظ بتلك المذكرات في دولاب ذكرياتي الخاصة، لكني وجدت تشجيع كبير من أصدقائي ومنهم الكتاب الذين حرصوا ان استمر لتكون رواية ناجحة بعد توفيق الله تعالى، ومن هؤلاء الأصدقاء الإعلامي والناقد : محمد بن هلال والروائي مسلم التميمي والروائي يحيى خان والكاتب علي اللغبي، فقد وقفوا معي بأشكال وادوار مختلفة وتكاملية ساهمت في صدور هذا الإنتاج ، فمنهم من حفز وآخر يراجع وهناك من يساند ويقترح الحلول الابداعية فشكراً لهم جميعا.
3. حدثنا عن تجربتك في كتابة الرواية؟
الحقيقة أنها لم تكن بالتجربة السهلة وكما ذكرت أنني في أكثر من مناسبة قررت التراجع عن إتمام كتابتها ولم يكن ذلك تقاعسا بقدر ما كانت الأحداث المؤلمة في الرواية سبباً يدفعني لهذا القرار فمشاهد الحزن تتكرر باستمرار بل يقع على عاتقي أن أتذكر هذه الأحداث بتفاصيلها الدقيقة حتى أحقق المصداقية في النقل للمتلقي، ولكني حينما وضعت هدفاً شخصي بأن تكون هذه الرواية رسالة أوجهها أولاً لأبنائي وحثهم على البر، وتناول اللحظات العظيمة لوالدتي رحمها الله والتي رغم ألمها إلا أنها كانت مصدر سعادة وتفاؤل لنا جميعاً بثباتها وقوتها في مواجهة المرض. مما جعلني أقرر إتمامه بتركيز تام لتحقيق هذا الهدف فقط، والحمد لله تم بفضل الله وتوفيقه ثم بالأسباب العديدة التي ذكرت.
4. ما هي العقبات التي واجهتك في أول رواية كتبنها، وكيف تغلبت عليها؟
أكبر عقبة يواجهها كل الكتاب تقريبا هي البداية، حيث يواجه تحدياً في الكتابة بشمولية الابداع والتفاصيل، ولكن عندما ينتهي من هذه المرحلة عندها سيكون الأمر سهلاً نوعا ما قبل أن يخوض تحدي عقبات أخرى مثل ربط الاحداث وانتقاء الكلمات والحوارات وكل ذلك وهو يكتب بروح الابداع وبعين القارئ الذي يتطلع دائما للعمل الذي يجذبه.
5. لكل كاتب طقوس أثناء الكتابة، ما هي طقوس “الحوطي” أثناء الكتابة؟
هناك دراسة تتحدث عن اختلاف هذه الطقوس لاستنتاج الفكرة الجميلة فمنهم من يبحث عن الأجواء الهادئة وآخر يحصل عليها أثناء قيادته للسيارة وآخر في غرفة الاجتماعات وهكذا، ولكني في هذه الرواية كتبتها في أجواء مشحونة وربما ارتبط أو اقترن الأمر بأنني بدأت في كتابتها وسط ظروف صعبة جداً.
6. ماذا يعني لك ” بعد 35 عاماً ” ولماذا اخترته عنواناً لروايتك؟
يعني لي الكثير لأنه العمل الأول لي في عالم الكاتبة وربما يكون الأغلى لأنه يتحدث عن الأغلى والأنفس لدى كل انسان. أما بالنسبة للاسم فقد اخترته في بدايات كتابتي للرواية حيث كانت هناك عدة أسباب مثل تكرر الحدث في أكثر من مناسبة في الرواية وأيضا كون الإسم لم يستخدم قبل ذلك، وربما الرقم كعنوان أو جزء منه عادة ما يكون عامل جذب للقراء.
7. هل للمعاناة دور في تحريك الكاتب لنوع الرواية؟
نعم إلى حد ما، وفي رواية ” بعد 35 عاماً ” كانت معاناة والدتي مع المرض والأحداث التي صاحبة تلك المعاناة سبباً في تحديد نوع وتوجه روايتي، وتحديد مسارها الذي تناول أحداث حقيقية ومؤلمة.
8. هل ترى أن للإعلام دور في ظهور الروائي، وماذا قدم لك في روايتك الأولى؟
بكل تأكيد فكيف ستحقق الرواية انتشارها ووصولها من غير دور إعلامي حقيقي، وهي مناسبة رائعة لتقديم شكري الجزيل لأصدقائي وإخواني الإعلاميين سواء في الجبيل أو خارجها نظير دعمهم الكبير لي شخصيا ولهذا العمل، كما أن المشاركة بالرواية عبر العديد من معارض الكتاب على مستوى الخليج العربي قد ساهم كثيراً في ظهور الرواية وانتشارها بشكل كبير.
9. من الروائي الذي تأثر به قلم الحوطي؟
الاخوة والزملاء الروائي يحيى خان والروائي مسلم التميمي
10. باعتبارك عضو نادي سابك الأدبي بالجبيل.. حدثنا عن النادي وماذا أضاف للحوطي؟
أستطيع القول بأن نادي سابك الأدبي بالجبيل قدم لي كل الامكانيات والدعم الحقيقي للنجاح، فحفل تدشين الرواية كان له الاثر الكبير في نفسي والحافز لتسويق الرواية، والفضل يعود لهم بعد توفيق الله في إنتاج الطبعة الثانية بسبب الانتشار الكبير الذي حققته الرواية إعلامياً، وأشكر إدارة النادي وجميع الأعضاء على دعمهم الكبير ووفقتهم الأخوية الصادقة والإسهام الكبير في نجاح الرواية.
11. بالإضافة إلى كونك روائي تعد من المدربين الفاعلين في مجال تنمية المهارات وتطوير الذات ومهارات القيادة، حدثنا عن تجربتك في هذا المجال ؟
كانت الإنطلاقة من خلال نادي سابك للخطابة في عام 2013 عندما بدأت بتقديم محاضرات ذات اليوم الواحد وموضوع قصير جداً لا يتخطى حاجز النصف ساعة إلى ساعة كاملة بحد أقصى، وبعد أن شعرت أن هناك بعض التشجيع من قادة النادي.
بدأت بالتنويع بتقديم هذه البرامج وحصلت بعد توفيق الله على المركز الثالث على مستوى سابك في الخطابة من خلال محاضرة (من القائد) وبعد ذلك كانت الإنطلاقة الحقيقية كمدرب في بدايات 2015 في نفس النادي ثم حصلت على شهادة المدرب المعتمد في يناير 2016 وبعدها دعيت في أكثر من مناسبة إجتماعية وغيرها لتقديم عدة برامج مثل بناء الفكر القيادي والولاء الوظيفي وأيضاً العلاقات العامة والبروتوكول، وهي برامج موجهة بشكل عام للموظفين والقادة وأيضاً للعامة حيث يعنى بعضها بالسمات الشخصية وتطوير الذات، بالإضافة إلى برامج خاصة بالأبناء الموهوبين وكان هناك تعاون مثمر في هذا الشأن مع إدارة التعليم في الهيئة الملكية وأيضاً مركز الأمير سعود بن نايف وبرنامج رواد التواصل.
12. حدثنا عن مشاريعك الأدبية الجديدة؟
بمشيئة الله تعالى ستكون هناك رواية أخرى، ولكن ما اعكف على إنجازه حالياً هو كتاب خاص بالإدارة ويتحدث عن القيادة حيث يحتوي على أساسيات القيادة يدعمها الكثير من الأمثلة الواقعية في القيادة وأيضاً بعض الأطروحات والتمارين الخاصة بهذا الشأن، كما يحتوي الكتاب بعض المعلومات عن الدورات التدريبية التي أقدمها للمجتمع.
13. ماذا تنصح به المبتدئين في الكتابة؟
أولاً أرجو لهم التوفيق والسداد وأشد على طموحهم وأطلب منهم عدم التخوف أو التردد وعليهم بالقراءة لتوسيع مداركه وتطوير أدواتهم الكتابية التي سترفع بإذن الله الذوق العالي في الكتابة وبذلك يرفعون كعب الكتابة الراقية عالياً حيث يلاحظ الجميع أن هناك وللأسف الشديد انتشار بعض من الكتب الرديئة بمحتواها والصادرة ممن ينسبون أنفسهم للوسط الثقافي والأدبي وهم ليس كذلك.
…….
اســـأل الله أن يجبر كـــل مكـســـــور … الـي سقياه الضـما من حـر الفــراق
يــا رب بـدل كـل أحزانــه بســــــرور … واكرمه بالفرح كل ما خاطره ضـاق
قلـب (ن) فقد طـيف الرضـا والنـــور … وزاده الحزن ومن كل مـر (ن) ذاق
رجـــاه أن يرحــم الرحـيم الشـكــــور … أمي اللي زولـــها فـي ناظري بــاق
وان يجعلها في رحمته عقب النشـور … في جنة خـلد مــن بعد يـوم التــلاق
موشحة بتـاج الوقــار ولؤلؤاً منثـور … ومسكن بعالي الفردوس حسنه فاق